• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : القابلية للركوب .
                          • الكاتب : بوقفة رؤوف .

القابلية للركوب

الديكتاتورية هي الانفراد بركوب الشعب ,أما الديمقراطية فهو التداول السلمي بين النخب على ركوب الشعب , الشعب منذ نشوء الدولة مهما كانت مسمياتها دائما هو المركوب , إما مختارا اختيار تحايلي باسم الشرعية الدين أو الشرعية الثورية أو شرعية زينة الحياة الدنيا سواء المال أو بنون القبيلة  أو مجبرا مكرها باسم العسكر سواء في بدلته الشتوية أو الصيفية أو عاريا دون ملابس مطبقا المثل الشعبي القائل : " أخرج لربي عريان يكسيك "
وجميع الحكام يخرجون عرايا لركوب الشعب , حتى يجدوا راحتهم في الركوب ولهم في عريهم مآرب أخرى 
مشكلتنا أيها السادة ليس في ركوبكم , لأنه لدينا القابلية للركوب , فنحن ندخل في الدائرة الحيوانية الأليفة والمستأنسة .
الشيء الذي نتذمر منه وبدأ الصبر ينفذ هو في المآرب الأخرى والتي أهمها هي : إشباع عقدكم النفسية في المركوب والقيام بأفعال منافية للفطرة والأخلاق فينا
ونظرة النظام إلى الشعب نظرة الإنسان إلى الأنعام سخرت لأجله , يستفيد من ألبانها و لحومها  وشحومها وجلودها وصوفها و أوبارها وأحيانا يتخذها زينة دون الحديث عن الركوب  .
والعجيب أن الشعوب ورثة من حيوانيتها الأولى ثلاث خصال مازالت مطبوعة فيها بعد تحضرها وتمدنها و هي :
ورثت عن الكلب الوفاء لسيدها حين تراه تستقبله ببشاشة تهز الذنب , والنظام يطبق عليها المثل القائل :"جوع كلبك يتبعك " .
ورثت عن الحمير , الرضوخ لما يحمل عليها مهما كانت الحمولة , فهو صبور مستسلم للقضاء لا يعارض , يرضى بالقليل من الحشيش , يعبر عن سخطه بقليل من النهيق والسبب ليس الحاكم بل لأنه رأى شيطان الجان أما  شياطين الإنس فهم أحباب وخلان
وورث الدياثة من الخنزير , فالشعب لا يغير على نظامه مهما فعل النظام من خيانة متكررة عن سبق إصرار وترصد
إذن فالأولوية ليست في تغيير النظام , ولا قيام بثورة لإسقاط النظام , فلا فرق بين النظام والمعارضة فكلاهما من طينة واحدة منبثقة من لاوعي الشعب , الحل ليس في النضال السياسي المغنمي ,لأن الهدف منه هو التداول على تسخير الشعب ,ركوب الشعب , لا يهدف الى النهوض بالشعب والأخذ بيده لأجل الرقي.
الحل هو في تثقيف الشعب , في إخراجه من دائرة البهيمية إلى دائرة الإنسانية  , وذلك يكون بنشر ثقافة التبليغ , تبليغ الحكمة , تبليغ الدعوة , تبليغ العلم , تبليغ الأخلاق , تبليغ القيم الإنسانية ...
عندها فقط يصبح الشعب رافض للركوب سواء الذي كان الراكب باسم الدين أو باسم الحداثة أو باسم الثورة أو باسم الديمقراطية , يصبح فقط وقتها لا سيدا إلا الشعب وتصبح الدولة حقا بالشعب وللشعب.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=53428
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13