لكل ملحمة في التاريخ بداية ونهاية طال الزمن عليها أو قصر إلا ملحمة الطف كانت لها بداية وأسباب موجبة وعوامل ساهمت بشكل أوبآخر قيامها ، ولكنها ملحمة ذات أبعاد توالدية وغير متناهية فكل مفردة وحدث وقع فيها تقف عنده اليوم وتسلط الضوء على أبعاده ونتائجه لتجده في الغد ذو بعد أعمق في التوصيف والتحليل وهكذا دواليك ، بالرغم أنها ملحمة في عمر الزمن لم تستغرق إلا سويعات من النهار ، وفي نوع المكان لم تتعدى بقعة مترامية الأطراف ، وفي كمية العدة والعدد لم تتجاوز بضع عشرات من الرجال والشباب والأطفال والنساء بأسلحة محدودة جدا ً .
لم يحدثنا التاريخ عن رجل ذو إيمان بالعقيدة وتفاني مطلق إمتلك عزيمة وثبات وشوكة لاتلين وشجاعة في المواجهة وبسالة منقطعة النظير في ظل ظروف قاهرة نفسية وجسدية لايقوى عليها أحد ، وكيف ذاك ونحن نقف على مفردات لاتتحملها الجبال الرواسي لكن تحملها سبط النبي المختار محمد المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
هل حدثنا التاريخ ودون سيرة رجل ظل بشموخه وعنفوانه وشجاعته وبسالته وصبره وإنسانيته وهو يرى أناس جاء هو لنصرتهم إنقلبوا عليه القهقرى وتكالبوا على قتله ، وتشابكت سيوفهم ورماحهم وحجارتهم وقتلوا أصحابه وحواريه ثم قتلوا أهل بيته وأولاده حتى طفله الرضيع ، بعد أن حرموهم جميعاً من شرب الماء لأيام ، وعرجوا عليه ليقتلوه وهو في تلك الحالة ينظر اليهم ودموعه تنحدر من خديه إشفاقاً عليهم لأل لايصيبهم العذاب ويدخلوا جهنم بسبب قتلهم إياه ....... وهم له منكرون
السلام عليك سيدي أبا عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب
يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تبعث حيا |