• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مددُ الثائرين .
                          • الكاتب : اسعد الحلفي .

مددُ الثائرين

قسماً فللفاجعة في القلوب جمرةً وحرارةً لن تبرد ابدا، فلتنظروا للدنيا كأنها قد اتشحت بالسواد وكل شيءٍ بات فيها حزيناً، كأنني انظر للعيون فاراها قد اغرورقت بالدموع واستولى الاسى على القلوب والكُلُّ يهتفُ واحسيناه ،كيف لا يكون ذلك وكربلاءُ قصةُ عشقٍ ، لا يفهما إلّا مَن ذاب حباً في الحسين (عليه السلام)، فالحسين شعلة نورٍ لن يُطفئها شيء، فهو كتاب النصر السرمدي، وهو حقيقةُ الحقيقة التي اراد اهلُ البغي طمسها على مرّ الدهور ولم يُفلحوا بذلك ابدا، فلولا الحسين لما ارتفعت للاسلامِ رايةً ، ولا ظهرت لهُ حقيقةً ولا قال الاحرار تعلمنا مِن الحسين كيف نُظلمُ فننتصر ، فلا مبالغة إذا قلنا لولا الحسين لما بقي للدين من باقية إذ كانوا ولا زالوا يبتغون اهل الضلال بجرائمهم محو معالم الدين كالشرائع السالفة ، فالحق كل الحق أنّ الدين حسيني البقاء ، محمدي الوجود ، فيا عشاق الحسين لنتخذ مِن كربلاء درساً حقيقياً متجذراً في نفوسنا بل متحداً بارواحنا دون المعية، حينها سنرى راياتنا ترفرف فوق هامتنا والنصرُ يحفُّ بنا، فما رأيتُ شعباً يلوذ بالحسين إلّا وانتصر، لان الحسين شعلة النور التي تهدي الثائرين لقمة النصر، ولكم في التاريخ اروع الصور التي تقودك لدروس كربلاء، فلم تكن كربلاء دمعة فقط، انما هي منبعُ العقيدة السامية ، انّها كربلاء الدينٌ والقضية ، انها مدرسة مباديء العظماء ووحي الفائزين، إنها شعلةُ الثائرين على مرّ العصور، كربلاء درس فلذات اكبادنا الذين هم الان تحت غطاء النار في ساحات الجهاد، تأملوا في عقيدتهم لتعرفوا ماذا وهبهم الحسين (عليه السلام) حتى برزوا لساحات الوغى مرتدين القلوب على الدروع وهتافهم لبيكَ يا حُسين، يدافعون عن كُلّ فردٍ في هذا الوطن دون النظر لعقيدتهِ ودينهِ ، فلا عجب وقد اخذوا دروسهم مِنْ الحسين (عليه السلام) ، نعم فان عاشوراء يجمعنا ويوحدنا وهتاف الحسين هتافنا وعلينا جميعاً ان نقف وقفة رجلٍ واحد وموقفٍ واحد حتى نكون كالبنيان المرصوص ونسير خلف مرجعيتنا التي اطلقت فتواها لترفع راية عاشوراء وتُعيد امجاد كربلاء لتوصل للعالم اجمع رسالة الصمود والثورة على الارهاب الاموي والجور الاجنبي والظلم المستمر، فهي ما انفكت ابداً عن نصرة الوطن الذي احتضنته واحتضنت جميعه بحنان ابوتها ولم تتردد عن الوقوف بوجه قوى الاستكبار واحباط مخططاتهم بحكمة وصبر قد اذهل العقول المتسرعة باحكامها ، فالمرجعية هي وجه كربلاء وصحيفة مبادئها وكتاب سرها والحاملة للواء الحق في زماننا هذا ، فكأنني ارى الحسين ينادي ألا هل مِن ناصرٍ ينصرنا والطف قد اتسعت ساحته ، فيجب ان لا تخلوا ساحات الجهاد من ضرباتنا وكثافة وجودنا ، والالتفاف حول مرجعيتنا العليا التي نذرت نفسها للدين وخدمة الناس وعلينا جميعاً ان نمتثل لتوجيهاتها ، فمع الحُسين لا الارهاب يثنينا ولا التكفير يردعنا. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=53050
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13