دعا سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم الى الوحدة بين ابناء الطائفة الشيعية وعدم الخوض في مهاترات بشان بعض الشعائر الحسينية ومنها التطبير .
جاء ذلك في سؤال وجه الى سماحته ايده الله بشان التطبير وحليته ورد سماحته قائلا :
"إن التطبير واللطم ليسا من الأمور المحورية في الإسلام ، ولا في مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، بحيث يدور المؤمن مدار الالتزام بهما، و إنما هما قضيتان فرعيتان قد يعتقد بهما بعض وقد لا يعتقد آخر، و قد يتفاوت المؤمن الواحد في قبولهما بين ظرف وآخر، فلا ينبغي لأتباع المذاهب والأديان الأخرى أن ينتقدوا أساس الإسلام أو مذهب أهل البيت (عليهم السلام) لأجلهما.
لما كان التطبير ونحوه من الشعارات الدينية إنما يؤتى بها بقصد إظهار العاطفة نحو المبدأ الحق و رجاله، و ترويجه، و رفع دعائمه، فهي من الأمور الراجحة شرعاً من الجهة المذكورة، و لكنها قد تكون مرجوحة أو محرمة لعنوان ثانوي، كلزوم الضرر الخاص أو العام، المادي أو المعنوي، بمراتبه المختلفة، و نحو ذلك مما لا ينضبط، و هو يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة، كما يختلف باختلاف وجهات النظر.
و الأمل بإخوتنا المؤمنين (سدَّدهم الله تعالى و أعزَّ دعوتهم) عند اختلاف وجهات النظر -في هذه الأمور و غيرها- الاهتمام بوحدة الكلمة، و جمع شمل هذه الطائفة بتجنُّب العنف و المهاترات، و دعوة كل فئة لوجهة نظرها بالتي هي أحسن، مع احترام وجهة نظر الآخرين، و حُسن الظن بهم، فإنَّ ضرر شق الكلمة لا يعادله ضرر و محذور إلقاح الفتنة بين أفراد هذه الطائفة لا يعادله محذور، و لا نريد بذلك أن يتنازل كل ذي رأي عن وجهة نظره، فإن من أعظم مفاخر هذه الطائفة فتح باب الاجتهاد، و حرية النظر في حدود الميزان الشرعي.
بل نؤكد على ضرورة الالتزام بآداب المحاورة، واحترام وجهات النظر المختلفة، و حسن الظن بالآخرين، و لمِّ الشعث، وجمع الشمل، و الله سبحانه و تعالى من وراء القصد، و منه نستمِدُّ العون و التسديد، و هو حسبنا و نعم الوكيل، وفقكم الله لمرضاته".
|