لم تكن ابواب مرجعية النجف اﻻشرف مغلقة امام المسؤولين العراقيين خلال الفترة السابقة ، كما ان الدعم الذي كانت تحضى به الحكومة العراقية السابقة كان على اوسعه ، من حيث المباركة والتوجيه واﻻرشاد والتعاون الكامل المتمثل بشخص سماحة السيد السيستاني الى القادة السياسيين العراقيين ، اﻻن بدأ الدعم والتاييد يتضاءل ويزول شيأ فشيأ حتى انتهى بعد تنبيهات وتحذيرات كثيرة من المرجعية بغلق ابوابها بصورة كاملة بوجه المسؤوليين ، خاصة بعد ان حاول البعض منهم اﻻستهانة بحضور المرجعية العليا بالنجف وتاثيرها على الشارع العراقي بصورة عامة ، حتى انتهى اﻻمر بطرد كل من حاول الوصول الى مدينة النجف وتجريب حظه بلقاء مع السيد السيستاني بهدف الحصول على تاييده مره اخرى كسبا للشارع العراقي وليس حبا بالمرجعية .
وبقيت ابواب المرجعية بمناى عن لقاء هؤﻻء بعد ان تاكد لها فسادهم وعدم احترامهم المسؤولية الكبيرة التي حملها لهم الشعب العراقي .
اليوم انهت مرجعية السيد السيستاني هذه القطيعة والتي استمرت طيلة الفترة السابقة من عمر الحكومة الماضية والتي كان يراسها المالكي .
ولعلنا نقرا بانهاء هذه القطيعة رسائل عديدة ترسلها المرجعية الى الكثير من المعنيين بها في الداخل والخارج ولعل من اهم هذه الرسائل هي ان المرجعية مازالت لها التاثير الاكبر في جميع عمليات التغيير في العراق والذي سينعكس ايضا بصورته اﻻيحابية على المستوى اﻻقليمي والدولي ، وهذا ماترجمته بفتواها للجهاد الكفائي التي انقذت العراق من طيش الحكومة السابقة واخطاءها القاتله التي انتهت احداها بسقوط ثلاثة من كبريات المدن العراقية بيد ارهابيي داعش ، حتى جاءت فتوى الجهاد الكفائي ﻻيقاف هذا الزحف الهمجي الى تخوم بغداد ومابعدها من محافظات الجنوب ، وهذا اﻻمر وحده كفيلا ﻻثبات حضور المرجعية ودورها الكبير للتدخل في اللحظات الحرجة وانقاذ العراق من كارثة جاءت نتيجة لخروج من يعتقد انه لم يعد بحاجة لمساندة رجال الدين الكبار في ادارة شؤون البلاد .
زيارة العبادي جاءت لتعزز هذا الحضور المرجعي واهميته لدى العراقيين وتعزز ايضا اهمية العمل والتعاون المشترك بين الحكومة الجديدة والمرجعية لتسير عجلة البلاد جنبا الى جنب معها ، خاصة بعد الدور الكبير الذي لعبه السيد عمار الحكيم في عملية التغيير التي اعقبت اﻻنتخابات البرلمانية اﻻخيرة متوجا بذلك فترة ليست بالقصيرة من الصراع السياسي والتسقيط الذي ناله من خصوم هم اقرب ﻻخوة يوسف من المرجعية العليا بالنجف اﻻشرف .
ولعل الرسالة اﻻهم خارجيا هي الحد من التدخلات الخارجية بالشان العراقي الداخلي وتاكيد هذه الزيارة على ان رئيس الحكومة الجديد الدكتور العبادي ليس بمناى عن ابواب مشورة المرجعية والتي باتت مفتوحة امامه اﻻن لتلقي جميع اشكال الدعم والمساندة ﻻنجاح حكومته الحالية . |