قدم الدكتور صاحب الحكيم و على قاعة اليونسكو يوم الإثنين 13 تشرين الأول 2014 ، في بيروت : 147 لوحة ضوئية عن حياة المغيب السيد موسى الصدر منذ ولادته عام 1982 و حتى إختفائه في ليبيا ، تضمن العرض ( وثائقيا) أول و آخر لقاء معه في "كيفون" في الستينات من القرن الماضي في أعجب قصة .. و  مراحل دراسته في قم المقدسة الإبتدائية و الثانوية و دخوله جامعة طهران كأول معمم و علاقته بالشهيد الدكتور علي شريعتي ، ثم صلاته على جثمانه ، و تأسيسه لأول مجلة إسلامية ، ثم رحلته إلى النجف الأشرف للدراسة الحوزوية على يد أساتذته السيد محسن الحكيم و السيد أبي القاسم الخوئي و السيد عبد الهادي الشيرازي و الشيخ حسين الحلي والشيخ صدر بادكوبه والسيد محمود الشاهرودي ، و عضويته في منتدى النشر في النجف الأشرف ، و معلومات مصورة عن حياته الإجتماعية ، معززة بالصور و الوثائق ، و كذلك عرض الحكيم مشاهد عن بيت العائلة في صور و قم ، و صور اخوته و اسماء اخواته السبعة و آخرهن السيدة رباب الناشطة الإجتماعية التي حملت رسالته بعده ، و زواجه من السيدة بروين ، و ذريته الأربعة ، و علاقاته العائلية ، و صوره مع السيد عبد الحسين شرف الدين (مؤلف كتاب المراجعات) و التوصية له من بعده ، ثم شرح بالصور توصية المرجع الحكيم الراحل برسائل لأهل لبنان بضرورة دعمه ، و ما أن وصل لبنان حتى قفز بالشيعة فيها من كونهم"المتاولة" إلى صفحات الإعلام العالمي ،  بعد أن منحه الرئيس فؤاد شهاب جوازاً دبلوماسياً بالإضافة إلى  جوازه اللبناني، و عرض الحكيم صاحب وثائق عن إعلان المجلس الشيعي الأعلى في لبنان حيث لم تكن هناك أية جهة أو مؤسسة و مجلس يمثل الشيعة و مصالحهم و يجمع شملهم و يدافع عن حقوقهم قبل مجيئه إلى لبنان ،  و استطاع انتزاع إعتراف المجلس النيابي اللبناني بالمجلس ، و تم عرض تأليف حركة "المحرومين" في لبنان التي أدخل الصدر المغيب هذه المصطلح لأول مرة في القاموس السياسي و العقائدي اللبناني عام 1974  ، و تدربه هو شخصيا و الشباب على السلاح ،  و يتوالى نشر الصور و اللوحات عن الصدر مثل تدخله لدى البابا بولس من أجل إطلاق سراح السيد الخميني من السجن و خروجه خارج إيران ، و تأسيس " الحركة الإجتماعية لمحاربة الأمية»مع القس كريكوري حداد، عام 1974 ، و اشتمل العرض صوراً للكتب التي ألفها الصدر و الإصدارات التي تتضمن افكاره من أجل محرومي لبنان ، وإنشاء حركة ( أمــــــــــل ) العسكرية و كثيراً من صور شهداء الحركة منذ تأسيسها لحد الآن للدفاع عن لبنان .

 لقد رفع الصدر شعار " إن لبنان هو وطن نهائي لجميع اللبنانيين" و عمل من أجله "  ، من خلال محاضراته و نشاطته في جامعة السوربون و ستراسبورغ الفرنسيتين ( أتقن اللغة الإنكليزية و الإفرنسية) و تم مشاهدة صور عن دفاعه عن المسيحيين باعتبارهم لبنانيين  مساهمين في بنائه ... و نشاطاته الواسعة في الكنائس و صوراً عن إعتصامه  الشهير من أجل منع القتال بين أبناء الوطن الواحد ، و اختار الحكيم مشاهد عن لقاءاته مع الملك خالد و الملك فيصل ، و الأمير عبد الله بن عبد العزيز ( وقتها) و الرئيس حافظ الأسد ، و القذافي ، و جمال عبد الناصر و غيرهم  من أجل لبنان و أبنائه ، و كما تم عرض صور نادرة عن لقاءاته برؤساء الأزهر الشريف مثل الشيخ شلتوت الذي أفتى بجواز التعبد بالمذهب الشيعي مثل بقية المذاهب الإسلامية ...  و رؤساء جمهورية لبنان في عصره ، و زعماء لبنان السياسسيين و الروحيين في العراق و لبنان و سوريا و مصر و المغرب و غيرهم ، و زياراته للجاليات اللبنانية في أفريقيا ... على طول تاريخ وجوده في لبنان الذي امتد حوالي تسعة عشر عاما ، و دعمه للإضرابات و المطالب الشعبية للمحرومين في لبنان ، كإضراب مزارعي التبغ،  و التجمعات التي كان يحضرها عشرات الآلاف من اللبنانيين من أجل تثبيت حقوقهم المشروعة ، 

و لم يغب عن الحكيم أن يذكر بالصور حفاوة علماء و جمهور السنة في صيدا و بيروت بالصدر الذي كان يدافع عنهم كما دافع عن الشيعة و المارونيين و بقية الطوائف ... معلنا  " أن الشيعة وجدوا حيث وجد لبنان " هذا الذي كان يؤكد عليه بعد ان أعلنه في مصر  ، و " أن إسرائيل شر مطلق" يجب محاربتها بالأظافر و الأسنان .. ثم عرض الحكيم صوراً عن محاربته للتسول في الجنوب ، و أيجاد أعمال للعاطلين و تأسيس الجمعيات الخيرية للنساءالمراكز الصحية .. 

و تضمن العرض صور الحوار الاسلامي المسيحي في لبنان مع رفاقه المطران جورج خضر والاب يواكيم مبارك والشيخ صبحي الصالح و حسن صعب والاب فرنسوا دوبره لاتور ويوسف ابو حلقة ونصري سلهب  وهم من وقعوا بيانا في الثامن من تموز 1965في تشكيل " الحوار الإسلامي المسيحي"  ، و عمل مع ريمون أده على منع الأراضي للأكثرية في منطقة معينة من لبنان منعا لتكريس الطائفية ، و أكد " أن ما يجمع المسيحية و الإسلام هو الدعوة إلى الله » مع المطران يوسف الخوري من الطائفة المارونية ، كما شاهد المجتمعون صوره معتصماً بتاريخ 27/6/75 في مسجد الصفا (الكلية العاملية) ببيروت، متعبدا وصائماً من أجل منع الحرب بين أبناء لبنان ،حتى وصوله مرحلة الخطر ...  كما عرض الحكيم صورتأسيس جمعية البر والإحسان ، و إنشاء مبرّة الإمام الخوئي لرعاية الأيتام الذكور ،  و تأسيس مبرّة الزهراء (ع) لرعاية اليتيمات ،  وبناء مستشفى الزهراء(ع) في الضاحية الغربية لبيروت ، - و كذلك بيت الفتاة في صور ، و عرضت صور أنشاء الصدر مؤسسات تربوية ومهنيةّ وثقافيةً  أخرى مثل : معهد الدراسات الإسلامية في صور ،  إنشاء مدينة الزهراء الثقافية والمهنية في بيروت ، و مدرسة فنية عالية للتمريض ،  و إنشاء جمعية التخصص العلمي ، و  مهنيّة جبل عامل في البرج الشمالي ، و بقية المؤسسات الخيرية النفعية التي تشهد له بجهوده ...

و في العرض صور المعارضين لنظام الشاه الذين لجأوا الى الصدر و كيف كان يوزع أشرطة السيد الخميني التي يدعو فيها الشعب إلى الثورة ....

و في المحطات الأخيرة صورته مع الرئيس الجزائري الذي طلب منه زيارة ليبيا لمقابلة القذافي من أجل وقف الحرب الأهلية بين اللبنانيين ، و عرض الحكيم صورة بطاقة الطائرة الخاصة بالمغيب ، و صورة آخر شخص من شاهده في فندق الشاطيء في طرابلس الذي هدمه القذافي أمام أعين أصحابه ؟ حتى يوم 31 آب 1978 .. و هو اليوم الأخير من أيام الصدر الكبير.. ورقم الرحلة و الطائرة الإيطالية .. و قرار القضاء الإيطالي بعدم دخوله إيطاليا ، و وثيقة إصدار حكم قضائي ضد القذافي المسؤول عن إختفائه ، و صورة الهوني الذي أخبره الطيار الخاص بالقذافي و هو عديله عن مقتل الصدر ، و دفنه في مدينة سبها ،  و أعدم بعد ذلك  لإخفاء الجريمة ، و عرض الحكيم صورة رئيس مخابرات القذافي الذي أفاد ان ( أبو نضال) قد شارك في قتل الصدر ،  كما ورد، و صور عن تحرك النجف الأشرف من أجل الكشف عن مصيره ، و عرض الحكيم قسما من الكتب الأجنبية التي ذكرته و أقوال المشهورين عن المشهور الصدر كالسيد الخميني و الشهيد السيد محمد باقر الحكيم و السيد حسن نصر الله و الكاتب و الصحفي المشهور بيتر ثيورو ، و الشهيد السيد عباس الموسوي ...

 و أعاد الحكيم عرضه الوثائقي هذا مرة أخرى في مركز الإمام الصدر الثقافي "  في بيروت بحضور السيدة رباب الصدر ( شرف الدين) التي أبدت أعجابها بالمنجز الوثائقي هذا ، الذي إستغرق جهودا كبيرة و وأوقاتا طويلة ،  تضمن الكثير من الوثائق و الصور بل المعاني العميقة من حياة السيد موسى الصدر ..... 

و اختتم الحكيم عرضه الوثائقي معقبا : 

" و يبقى الصدر لغزا في حياته و في أختفائه ..."

 و ""  أن الصدر لم يكمل مهمته التي بدأها في لبنان منذ 19 عاما ""  حافلة بالحركة و الإبداع 

الحكيم صاحب بيروت  تشرين الأول 2014

www.alhakim.co.uk