• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : علاكه و أديب .
                          • الكاتب : مصطفى عبد الحسين اسمر .

علاكه و أديب

انا كاتب قصة اكتب قصة قصيرة و روايات    اسكن في حي راقي جدا عندي بيت كبير  و مجهز بكل ما يحتاجه المنزل المعاصر كل هذا الملك ليس من  مرتب الشهري لوزارة الثقافة التي كنت اعمل لديها موظف و لا املك عقار أو مزرعة  مجرد كاتب في صحفية محلية تدفع لي مرتب شهري نصفه الإيجار  الشقة و الباقي  ننفقه على احتياجاتنا اليومية لكن كانت حياتنا صعبة زوجتي لديها ثوب واحد أولادي بحسرة كل شي ملابس طعام انا بصراحة لم أكن أجيد سوى كتابة القصص هذه الموهبة التي منحي إياها الله سبحانه و تعالى عملت منذ الطفولة و فترة الشباب اعمل لأكون  أحسن  كاتب قصة  و اكسب مال و شهره لكن في العراق هذا مستحيل           و بسبب  مامر به من مشاكل سياسية غيرت  ما حلمت  . 
 اكبر جائزة حصلت عليها ورقة مكتوب عليها اسمي و رصيد موبايل فئة (10) دولار علقت الورقة في ساحة البيت كي يشاهدها الجيران و الأقارب و يهنئوني على انجازي و لم يطرق بابي  احد من الجيران أبدا  بالنسبة للرصيد فقد قايضته زوجتي العزيزة مع البقال مقابل كم كيلوا من الخضروات استمر الحال معي إلى الاسوء  المرتب الشهري لم يتغير أيجار  الشقة  متطلبات الحياة اليومية اقتنعت بما اقترحته زوجتي ان أجد عمل غير الكتابة طلبت بعض الوقت رحت أفكر طوال  الليل كيف اترك الكتابة و هي بمنزلة الرأس من الجسد  بالنسبة الي كل شي بعدها فكرت بعائلتي ولم تنجح خطة العمل بعد الدوام الرسمي وفي يوم من أيام (أب ) الحارة الشديدة الرطوبة كنت خضت معركة كلامية اشد وطئا من باس أب مع زوجتي بشأن ظروف معيشتنا جاء احد أبنائي مسرعا اخبرني بأن أبو صباح عند الباب ؟ 
أبو صباح اكبر تاجر في  الحي المقابل لنا أسرعت إلية بعد السلام لم يطل معي الحديث  قال يجب ان أقابلك في مكتبي اليوم عصرا . 
قلت عجيب ماذا يريد هذا الرجل انا لست تاجرا أو مسؤول في الدولة  على العموم اذهب و أرى ما يرده مني فعلا اتجهت إلى مكتبة الفخم داخل مول عملاق  بعد الشاي مباشرة قال  ماذا تعمل 
قلت له اكتب قصص في جريدة 
أبو صباح  رغم ثراء الفاحش لم يكن له صلة بالأدب  قال ماذا تعني تكتب قصص 
قلت قصة لها إحداث  عن مجموعة أشخاص يمرون بظروف  معينه 
قال عرفت أنت صحفي
قلت شيئا من هذا 
قال لما تعمل معي .... اعمل معك  انا لا اعرف شيئا عن التجارة 
أبو صباح لا عليك فقط أريد  منك ان تكتب قصص إعلانيه لبضائعي  فقد مر عليها وقت لم تباع و أنت تعرف المواد الغذائية و مشاكل تاريخ  الصلاحية  انتفضت قلت له كلا يا أبو صباح كيف تريد مني مثل هذا العمل هل تقبل ان اقتل الناس نظر لي   و قال كم يبلغ مرتبك الشهري 
يبلغ مرتبي (500) ألف دينار شهريا 
اخرج مجموعة نقود بلغت و قال هذه (5000) الألف دولار مارايك  حصل تراجع في الانتفاضة  قلت بصوت خافت لكن أبو صباح أنت تعلم  عزز أبو صباح بخمس ألف دولار اخرى هنا تهبط الحماسة الوطنية  كما يحصل في البورصات   وافقت أخذت  المبلغ و انطلقت إلى السوق و تبضعت كا  عادل أمام في فلم (الهلفوت )  دخلت إلى عائلتي وهي المرة في تاريخهم و انا محمل بالهدايا و الطعام و الملابس  و ليس كتب المتنبي و بدا  عملي مع أبو صباح أكثر ربحا و اتجه أبو صباح إلى السياسية و رشح نفسه الانتخابات و كان لكلماتي  دور كبير في نجاحه اشترى لي أبو صباح هذا البيت و رصيد كبير في البنك و لم اعد احتاج إلى الوظيفة استقلت 
نعم  العمل مع أبو صباح يجد الكثير فيه شك لكن  هل وفرت الحكومة كل ما يحتاجه الكاتب العراقي  أم أمثال أبو صباح . 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=52542
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13