كتابات في الميزان / دموع التمر إلى دموع والدي الغالي / يحيى السماوي

" كم عاما مرَّ على نزول عشتار؟ "

نورس محمد فاضل/ طفلة من بابل

هذا الفم الشهي

ليس لها

هذا البخور وأدعية والوصال

ليست لها

هذا الجدار الفاصل

بين ذئبة الليل ولوعة الأمهات

بين شهقة الروح والجرح القديم

بين ضحكة مطهوة خلف الهاتف وغريب يشم رائحة بلاده

وبين الغابة الموحشة والحديقة الصغيرة

كل ذلك .. ليس لها

هل أفقت على بغداد يا عشتار؟

أم أن العراق جثة نامت على وسادتك!

فرحت تمنحينه فرصة واحدة

فرصة جديدة للموت

وكأن الهواء نديما للتوابيت..

الموت عندنا فيض من " دواعش سود* "

يطمرون البئر بالحجارة

غير آسفين على بياض عيني أبي يوسف

يصلون على جلود الخنازير

يمضغون كبد " علي وعمر "

ويشوونها على جمجمة " المسيح والنوروز " صبيحة العيد

الموت صار موتهم

إنهم ينحرون النخيل نذورا للشياطين

ويطؤون فروج الحمام

الموت موتهم

يصلون للنكاح

أمام أخشاب يصلبوننا عليها بتهمة الحياة

الموت موتهم

تبغضه الجواميس السابحة في الفردوس

والرغيف الأسمر ناعس على جبين السماوات..

الموت لديهم

لا يصحب معه أكاليل الزهور

لا زنابق تنبت

ولا قصائد تلمع

غير طيف مصابيح تمشي من بعيد

في دروب آمنة

رششتِها بالزعفران والريحان

وأنت تنشدين بشفتين نحيلتين

وبصوت خفيض

تُمرِّغين وجهي الباكي في السماء :

قلبي موجوع من أجلكم

لقد افترسته وجوه القتلى المغدورين

لذا, فإن حشود النخيل

الواقفة منذ آلاف السنين

وقفوا على حافة الفردوس

وبصوت مخنوق

وملامح سمراء شاحبة

أَسقطوا أعذاق التمر

لعل نخيلا جديدا ينبت في العراق

فالسواد لم يكن نخيلا

لم يكن مناديل عشاق

ولا أغنية صدحت بها حناجر العصافير!

......

· داعش: تنظيم إرهابي متوحش, عاث في العراق والشام فسادا وهو يدَّعي الاسلام!

بلقيس الملحم/ 13/10/2014