في الدول التي تعي معنى الحرية على كل المستويات وذلك ناتج عن حرية الانظمة السياسية والتي تكفل حرية المواطن الذي اختار من يحكمه وانتخبه ووثق به فهو كفيل بالحفاظ على حريته المتنوعه الدينية والفكرية والاجتماعية والسياسية
هناك الافكارتتصادم ولكن ليس بالعنف بل بالحجة والتفعيل لذلك يتقدم العالم الاول عنا بسنوات ضوئية في مجال الحريات واطلاق الفكر وانبثاق التقدم وخدمة البشرية فكل الكون يدرس من قبل العلماء ليس بينهم واحد عربي او مسلم فخدمة البشرية لا تخضع للمعتقد للاسف وكل المسلمين يستخدمون كل اختراعات غير المسلمين
هنا في عالمنا الاسلامي تضيق الارض بما رحبت بالافكار بالاخص ان كانت عقدية مبنية متراصة بتوارث غير مسموح الفكاك عنها او البحث في جذورها او حتى تنقيتها من اساطير وتزوير دست فيها ، هذه المرحلة تجاوزها الآخرون بمراحل بعيدة عنا لذلك نهضوا وتقدموا وانشغلوا في الانسان وما يحتاج ولا نزال منشغلون بالدين وما يحتاج فهل كل ما وصلنا من معتقد هو الحق دون تحريف او تزوير او اغراق في ما ينافي العقل هكذا نحن نستبسل وندافع عن هذه الافكار دون وعي لاننا غارقون فيها بفعل العقل الباطن الذي يوهمنا أن ما نحن عليه هو النجاة وأن أي مساس بها سيهلكنا وسيوقع العقاب والعذاب على رؤوسنا
إن حالة التمترس لما نعتقد بأنفسنا وأموالنا وأعراضنا وكل ما نملك فكرة واهمة لأن الأديان بلا استثناء جاءت لخدمة الانسان وليس العكس
وقد جسد ذلك الامام علي عليه السلام حين قال سبوني ولا تتبرأو مني في دلالة واضحة ان العقائد ليست أغلى من إهانة إنسان فضلا عن نقطة دم منه
ما نراه اليوم هو حالة صحية للخروج من منطقة العبور التي يمر بها كل الشعوب لمرحلة جديدة من الفهم وتقبل الآخر بما هو لا بما نريده أن يكون ، علينا تقبل كل الافكار وليس بالضرورة الاقتناع والعمل بها فكل له حريته لكننا نحافظ على احترامها وتقبل أصحابها بعيدا عن الاسفاف والاستهزاء والتحقير
لان ذلك ما يحول الفكرة الى تصادم عنفي بعيدا عن العقل والفكرة وعلى اصحاب الافكار توخي الحذر والحيطة في طرح أفكارهم في مجتمع متسلح بالعقيدة ويحمل لها كل قدسية وعلى استعداد بان يتحول الى ضحية في سبيلها ، لم يزل الوقت باكرا لطرح الافكار وانتشارها ومناقشتها لان المجتمع لا يزال بكرا على استيعاب الحوار والأسئلة
|