• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : أخبار وتقارير .
                    • الموضوع : العراق ضد العراق في تطورات المنطقة الملتهبة .
                          • الكاتب : الراية .

العراق ضد العراق في تطورات المنطقة الملتهبة

 الأيام صاخبة، يضج داخل العراق وخارجه بتطورات ذات سرعة خاطفة.. يتجه رأسها نحو العراق بحكومته وشعبه واطرافه السياسية. ويبدو من سياقاتها المنظورة، ومن خفاياها المتوقعة، أن الخسارة ستنال الجميع. فعندما تنجلي الغبرة، لن يكون بين اطرافه فائز وخاسر، إنما فارق نسبي بين الخاسرين، وهم الحكومة والشيعة والسنة والكرد وبقية مكونات الشعب، أي ان العراق هو الخاسر بالنهاية إذا استمرت المواقف على هذا النحو الذي نراه.

لا يمكن أن نلوم الأعداء، ولا ينفع شتمهم لكي ننجو من كيدهم، ففي ميدان السياسة، لا مجال لإنتظار موقف إيجابي يأتي من طرف خارجي. المواقف الداعمة تأتي فقط عندما نستطيع أن نوجهها نحن لمصلحتنا. وللأسف فأن الإتجاه العام لمعظم الساسة في العراق، انهم ينتظرون من الآخرين أن يقدموا خدماتهم، لذلك نراهم يعملون بمنطق الشتيمة وتحميل الخصوم مسؤولية الضرر. وهو إقرار ضمني بالعجز، يقود بشكل حتمي اصحاب القرار الى قبول أي حل عاجل، أو الى تصديق اي خطوة تأتي من الخصوم إذا كانت بمظهر إيجابي.

كان الرئيس المصري جمال عبد الناصر يقول أن مجتمع الدول مثل مجتمع الأفراد، لأن القرار يصنعه فرد او مجموعة أفراد. وعلى هذه الرؤية كان يتعامل مع الحكومات.

وكان الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، يرى أن الجميع ضد قضيته بما فيهم العرب، وان تفكيره الدائم ينحصر في كيفية إنتزاع مكسب يتصوره الآخرون خسارة له، وقد نجح في استعادة الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث اقنع اسرائيل والعرب والأطراف الدولية، أنه سيتورط في ادارتهما، وانهم سيكسبون من ورطته، لكن اسرائيل اكتشفت بأن خطأها الأكبر كان اتفاق مدريد واتفاق غزة واريحا، واعترفت بان عرفات خدعها، فعاقبته لاحقاً بالسم.

ويكتب المؤرخون الغربيون عن السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، بأنه استطاع ان يطيل عمر الامبراطوية العثمانية، وان يحول ضعفها الى قدر من القوة، عندما شغل الدول الغربية بأزمات حادة وصلت بعضها الى حروب، في حين كانت الامبراطورية هي المستهدفة بها، غير أنه بذكائه نقلها إليهم. فلم يجدوا غير التآمر عليه وعزله.

أما الولايات المتحدة فهي الدولة التي وظفت ذلك احسن توظيف لمصالحها، فهي تدخل وتخرج من الأزمات بمكاسب هائلة عادة، وفي قسم من هذه الأزمات تبدو ظاهرياً انها خاسرة. (رداً على سؤال احد الصحفيين بأن الولايات المتحدة لم تكسب الكثير من الحرب العالمية الثانية، قال آيزنهاور: أفضل المكاسب هي التي لا تبدو كذلك).

في العراق، الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان والكتل السياسية والمكونات الإجتماعية، تتعرض لخطر يزحف نحوها على الأرض.. ومشاريع خفية تنسج في العواصم. بينما ينشغل العراق بالسير وراء ما يحدث، فاطرافه ومكوناته ودوائر قراراته، على تقاطعاتهم وخصوماتهم، يتعاملون مع المشهد بنظرة تجزيئية، فيرى بعضهم فيها مصالحه، ويحاول بعضهم الآخر ان يحقق مصالحه، لكن الاتجاه العام، ليس كذلك.. العراق في هذا الواقع وبطريقة التعامل السائدة، يتحرك ضد مصلحته، ستكون النتيجة خسارة الجميع، وأفضل الرابحين هو الأقل خسارة، لا نرجو رؤية ذلك يحصل في العراق.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=52088
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 10 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15