لم تكن وزارة الخارجية العراقية بوزيرها الجديد قد بدأت عملها ونشاطها الفعلي حتى اليوم حيث صادف ان كانت بعض المؤتمرات التي عقدت خلال الفترة الماضية وهي لا تساوي الاسبوعين او ثلاثة والتي تستوجب النقد لعمل وزير الخارجية الجديد او بالاحرى من الحكومة الجديدة التي بدأت تضع اقدامها على الطريق الصحيح لبناء الدولة ذلك هو السيد غالب حسن الشابندر وانا شخصيا احترم براعة الرجل في كتاباته وطرق تحليله للاحداث وكذلك فكره الذي اتمنى ان يخوض به في المختلف عليه تاريخيا والوقوف عند الحلول وتوضيح المعقد منه وقد اكون اعرف السيد الشابندر اكثر مما اعرف السيد الجعفري ومعرفتي به ليست شخصية وانما لكثرة ما اقرأ له واهتم بكتاباته ، ولكن للأسف احيانا المثقف يغفل الكثير من الاحداث ويماهي في كثير من المواضيع ويجافي احيانا الحقيقة بكل معانيها ويرسم حوله دوائر من الشك والحيرة .
لست مدافعا عن السيد الجعفري في هذه السطور بقدر وضع مقاربات عن محاولات النقد بعين واحدة والنظر الى الواقع بشكل يثير الريبة عندنا كمتابعين لأن وزارة الخارجية وسياستها التي تحدث عنها السيد الشابندر في مقالته الاخيرة نافذا اليها من خلال كلمة الوزير في مؤتمره الصحفي مع الاعلاميين في مقر الوزارة وربما هي باكورة عمل الوزارة الجديدة حيث كان قاسيا في الوصف والتعبير وكأن الوزير الجديد فاشل في ادارة الخارجية وفي شهره الاول من مدة دورته الحالية الى السنوات الاربع القادمة ولم يشأ السيد الشابندر ان يتحدث يوما عن هذه الوزارة المهمة التي تمثل وجه العراق امام العالم وبناء علاقاته وتوضيح سياساته طيلة السنوات العشر الماضية التي مرت على العراق هذا البلد الذي يفتقد الى الدبلوماسية مع دول العالم بل يكاد ان يكون في تصحر دبلوماسي وكان هذا تقصيرا من البرلمان العراقي في عدم مساءلة الوزير السابق وكل المسؤولين في تلك الوزارة المهمة بل لم نجد حتى الاهتمام من قبل منظمات المجتمع المدني او جهات المراقبة على الفعل الدبلوماسي الذي يمكن ان يأخذ بيد العراق في وسط المشاكل التي عاشها البلد طيلة سنوات الموت الذي ضرب الارهاب فيه يمينا وشمالا وكنت اتمنى ان نجد مثل السيد الشابندر وهو يسخر قلمه ليجعله سيفا بتارا في نقد تلك المرحلة الثقيلة على مدى عشر سنوات مضت لا ان يسكت على ذلك لينتقد حكومة بدأت لتوها تحبوا على كم هائل من المشاكل والملفات المتراكمة والخلافات العقيمة والتفاوت بين منهجية الكتل السياسية الحاكمة .