• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العبث بالموارد .
                          • الكاتب : علي البحراني .

العبث بالموارد

ألمانيا بلد صناعي.

وهو ينتج أعلى العلامات التجارية مثل بنز، بي أم دبليو، وشركة سيمنز الخ.

و يتم ضخ الطاقة بالمفاعل النووي في مدينة صغيرة في هذا البلد. 

 

 

في بلد كهذا،يتوقع الكثيرون رؤية مواطنيها يعيشون في رغد وحياة فاخرة. على الأقل هذا كان انطباعي قبل رحلتي الدراسية.

عندما وصلت الى هامبورغ، رتب زملائي الموجودين في هامبورغ جلسة ترحيب لي في أحد المطاعم. وعندما دخلنا المطعم، لاحظنا أن كثير من الطاولات كانت فارغة. وكان هناك طاولة صغيرة تواجد عليها زوجين شابين لم يكن أمامهما سوى اثنين من الأطباق وعلبتين من المشروبات.

كنت أتساءل إذا كانت هذه الوجبة البسيطة يمكن أن تكون رومانسية، وماذا ستقول الفتاة عن بخل هذا الرجل.

وكان هناك عدد قليل من السيدات كبيرات السن.

كنا جياعا، طلب زميلنا الطعام كما طلب المزيد لأننا نشعر بالجوع.. وبما أن المطعم كان هادئا، وصل الطعام سريعاً.

لم نقض الكثير من الوقت في تناول الطعام.

عندما غادرنا المكان، كان هناك حوالي ثلث الطعام متبقٍ في الأطباق.

لم نكد نصل باب المطعم الاّ وبصوت ينادينا!!

لاحظنا السيدات كبيرات السن يتحدثن عنا إلى مالك المطعم!! …. عندما تحدثوا إلينا،

فهمنا أنهن يشعرن بالاستياء لإضاعة الكثير من الطعام.!

قال زميلي: "لقد دفعنا ثمن الغذاء الذي طلبناه فلماذا تتدخلن فيما لايعنيكن؟"

إحدى السيدات نظرت الينا بغضب شديد.

واتجهت نحو الهاتف واستدعت أحدهم.

بعد فترة من الوقت، وصل رجل في زي رسمي قدم نفسه على أنه" ضابط من مؤسسة التأمينات الاجتماعية"

وحرر لنا مخالفه بقيمة 50 مارك!.

التزمنا جميعا الصمت.

وأخرج زميلي 50 مارك قدمها مع الاعتذار إلى الموظف.

قال الضابط بلهجة حازمة "اطلبوا كمية الطعام التي يمكنكم استهلاكها ..... المال لك لكن الموارد للمجتمع. وهناك العديد من الآخرين في العالم الذين يواجهون نقص الموارد…..

ليس لديك سبب لهدر الموارد "!.

احمرت وجوهنا خجلاً...

ولكنا اتفقنا معه.. نحن فعلا بحاجة إلى التفكير في هذا.إن هذا الدرس يجب أن نأخذه على محمل الجد لتغيير عاداتنا السيئة.

قام زميلي بتصوير تذكرة المخالفة وأعطى نسخة لكل واحد منا كهدية تذكارية.

 

 

"فالمال لك، لكن الموارد ملك المجتمع انتهى النقل

 

 

فعلا مسلمين بلا اسلام وبلادنا اسلام بلا مسلمين فكل مظاهر البذخ والإسراف للموارد تتمثل شاخصة في سلوكنا فلا يكفي جهاز واحد كأهداف نقال بل أصبحت الموضة اكثر ن جهاز وبماركات مختلفة 

 

 

كمالا تكفينا سيارة واحده بل ان البعض لديه مرآب لجميع انواع السيارات

وكذلك ملابسنا واحذيتنا

وهذه بالنسبة للموارد الاقتصادية 

اما الموارد الغذائية فلا أقلا من ان يقال عنا جاحدي النعمة عابثين بها غير حامدين الله عليها 

فمناسباتنا تعج وتصرخ وتستغيث من همجيتنا تجاه تلك النعم ان ما نقدمه في مناسباتنا من طعام يكفي لمن دعوناهم بخمسة اضعاف 

وما ابشع ما نراه من ترك لصحون الموائد متخمة بالنعم بعد ان ينتهي المدعوون عليها وقد تفخرت بطونهم منها 

هذه الحالة السلوكية الهمجية الفاقدة لابسط انواع الشكر لا نراها ابدا في العالم ألا في دول النفط الخليجي لم نرتقي بعد لحالة الخدمة الذاتية في نظام البوفيه المفتوح الذي ينتقي فيه المدعو ما سيأكله وبالكمية التي يحتاجها دون ان يترك حبة رز واحدة في صحنه 

متى نستغني عن البلدوزرات التي ترفع مخلفات مناسباتنا من نعم الله التي ترمى بسبب فكرة سخيفة اسميناها الكرم الباذخ المسرف 

طريقتنا الغذائية تحتاج الى الكثير من التغيير لنكون مستعدين لدفع غرامة ترك الاكل والعبث بالموارد

في افراحنا واتراحنا وما اكثرها تتجسد فيها كل سلوك عابث بآلنعم والموارد الغذائية فالموائد تعج باللحم والرز المتبقي من عبث اثنان او ثلاثة لكميات منها تكفي لعشرة اشخاص وتفيض 

وهكذا في احزاننا ودعواتنا الخاصة 

متى ندرك ان افضل انواع الكرم الا نرمي نعم الله في القمامة ولا نسمح بذلك جميعا ضيف ومضيف




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=51520
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13