قامت الساعة ولم تقعد ورقص أعداء السيد المالكي حينما شعروا إن هنالك ضرورة لبقاء القوات الأميركية بالعراق بعد الوقت الافتراضي لخروجهم ، وكأن مشروع البقاء هو رغبة خاصة بالسيد المالكي ، فهم بكل الأحوال يحاولون توجيه كل مثلبة للسيد المالكي وكل منقبة يحاولون أن ينقلوها لسجلهم التاريخي والسياسي دون أن يعوا إن الشعب يفهم ما لا يفهمه ساسة اليوم ويعرف الوجه المشرق لسياسة السيد المالكي حتى وان طبلوا وزمروا وتزاحمت المواقع الالكترونية بالمقالات الخائبة الفارغة من كل محتوى وانشغلت الفضائيات الخبيثة ببث سمومها على مسامع الشعب العراقي ، لكن مهما تفننوا بدهائهم ومكرهم ، فهنالك من يفهم من هم ويعرف تواريخهم وبنفس الوقت يعرف تاريخ الرجل المناضل الذي أبى أن يكون عميلا لبلد ما وعاد لبلده معززا مكرما .
لا افهم سر امتعاضهم من بقاء القوات الأميركية وصحوة ضمائرهم في هذا الوقت بالذات واغلب ساستنا كان لهم دور مهم في استقدام قوات الاحتلال للعراق ومباركة احتلال العراق جهارا نهارا ، لكن بالجهة الأخرى واقصد السيد المالكي حيث كان له رأي آخر سبق وان سمعته وشاهدته قبل سنوات أي قبل أن يكون السيد المالكي رئيسا لوزراء العراق حيث كان السؤال الموجه للسيد المالكي من قبل مقدم البرنامج : ما هو رأيك باحتلال العراق ؟ فكان جواب السيد المالكي هو:
\" لو خيروني بين بقاء صدام أو احتلال العراق لما اخترت احتلال العراق \"
لو تفحصنا هذا القول وماهية هذا الرد وعلى شاشات التلفزة لوجدنا إن السيد المالكي اختار ظلم صدام وبطشه ودكتاتوريته على أن لا يكون بلده محتلا ! ماذا تعني لنا هذه العبارة وهي تخرج من لسان سياسي ! ألا تعني لنا أن نار صدام كان ارحم من نار الاحتلال ! ألا تعني لنا إن السيد المالكي ينظر للاحتلال بعين تختلف عن بقية أنظار الساسة القابعين في المنطقة الخضراء ، لكن للأسف ساستنا يحاولون أن يستغلوا كل الطرق في محاولة خبيثة منهم لإسقاط أكثر رجل وطني عراقي من بين ساسة اليوم . كما إنهم يعلمون جيدا أن خروج المحتل ليس بالأمر الهين وليس بالأمر الذي تستطيع حكومة العراق أن تفرضه على أميركا ، وهم يعلمون أن هنالك قرارا لمجلس الأمن الدولي في عام 2003 يعتبرا العراق بلدا محتلا من قبل القوات الأميركية .
كفى كذبا وكفى تلاعبا بمشاعر العراقيين وإظهار وطنيتكم الزائفة وكأنكم ملائكة ، الكل يعرفكم ويعرف ما لا تعرفونه عن الشعب العراقي ، نحن شعب نفهم لكن للأسف لا نعرف كيف أن نترجم ما نفهمه ، مشكلتنا هي الطيبة الزائدة وهذه الطيبة في الحسابات السيكولوجية تدخل في خانة الغباء ، فالحسابات النفسية الصائبة لا تعرف إلا الطيبة المعتدلة وما يزيد عنها أو ينقص تدخل في حسابات أخرى ليست في صالح صاحبها .
من المخزي أن نتهم السيد المالكي بأنه الراغب الوحيد ببقاء القوات الأميركية وهذا الرأي يأخذنا لمسار آخر ، وهذا المسار يعود سلبا على من يتهم السيد المالكي ، إن أعداء السيد المالكي يتهمونه بأنه اقرب للدكتاتور حسب وجهة نظرهم ، ولو أسلمنا جدلا إن السيد المالكي رجلا دكتاتوريا فهل يجوز لرجل دكتاتور أن يوافق على بقاء قوات أجنبية في بلاده وهو من يعتقد انه الكل بالكل .
نستشف من كل هذا أن محاولاتكم فاشلة وتخبطاتكم واضحة وأقوالكم زائفة مخزية وأساليبكم ملتوية كأنها أنثى ثعبان في مخاض ، كفى إظهار وطنيتكم الخاوية برؤوس من يعرف سمات الوطنية ويعلم تاريخ عمالتكم لأعداء العراق، وها انتم اليوم تتهمون من هو ابعد منكم بسنوات ضوئية عن فكرة اسمها عمالة للأجنبي يا ساسة العراق عفوا يا من جعلكم ساسة بلاد الرافدين .
طوبى لك يامالكي فانك اقوى من صخرة صامدة في قمة جبل بوجه اعداء العراق .
|