لم يكن خطاب المرجعية العليا (الفتوى والبيانات والتوجيهات، وحتى مايصطلح عليه بالذوق أو الرغبة) يسمو الى كلام الله تعالى، ومع ذلك تجد أن للقرأن الكريم تفسيرات متعددة، ورؤى الكثيرة حول التعاطى مع آياته، الأ أن هذه التعددية توصف بالصحية، حينما تتبنى التفسير الواقعي، بينما يقع المفسر في الخطا، حينما يجتهد في التفسير على ضوء رغباته ومزاجه...
.
مايهمنا هو أن المرجعية الدينية لم تمر أزمة أو تكون هناك مشكلة في الملف السياسي العراقي خاصة الأ وكان لها رأي واضح، وتقدم النصائح والتوجيهات وتعطي الحلول، ولكن ما يعاني منه هو تعامل المتلقي مع الفتوى وما شابه بشكل إنتقائي، حيث يأخذ الفرد مع ما يريد ويرفض مايريد، ووصل الحال بتجاوز البعض على مقام المرجعية، لأسباب غير واقعية...
.
أن مايمر في العراق والمنطقة الأقليمية، هي تداعيات لأحداث قد يلعب الجانب العقائدي دور أكبر فيها بدون أن يكون ظاهر، وهو ما يطلق عليه (بالفتن) التي تحدث نتيجة الأزمات السياسية والأمنية، والتي تفرز صراع غير معلن بين الحق وأقطاب الباطل، وبما أن المرجعية العليا تمثل نائب الإمام عج، فأنها تمثل محور الحق، وما يدور عكس مدارها هي أقطاب الباطل، التي تختلف بوجودها...
.
وعليه فأن التمسك بمنهج المرجعية الدينية، والسير بهديها ينجي المتمسك من الوقوع في متاهات الفتن، والحفظ من سوء أفعالها، ولكن هذا الأنقاذ لا يأتي عبثا، وأنما يحتاج تقبل للأطروحات الواقعية، والتعامل معها بوعي وفهم موضوعي، وعدم أغلاق البصائر الواعية التي توقع صاحبها بالامراض النفسية، التي تكون حاجز مرضي بين التعاطي الأيجابي من رفضها، فأن القبول برأي الأخر، يساهم في جعلك منفتح على الخيارات المتعددة، التي تمكن من أختيار جادة الحق والهداية، والابتعاد عن الوقوع في مهاوي الباطل، ومغريات الدنيا والسلوكيات المرفوضة. |