• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إستبدال الأساس لا تبديل الأثاث .
                          • الكاتب : واثق الجابري .

إستبدال الأساس لا تبديل الأثاث

دروس سابقة بحاجة لإستيعاب قساوتها وإستهلاكها للوقت، تحتم الإنتصار للوطن كي ينتصر المواطن، الذي دفع ثمناً حريته وكرامته غالياً، لأجل حكومة وبرلمان يعملان بشكل حضاري، في مواجهة خصوم سلاحهم الفساد وخناجر الغدر، بعضهم ركب القطار دون ان يعرف وجهته، وعدم الركوب خير من عدم امتلاك البوصلة.
إرتياح الشارع العراقي بالحكومة الجديدة بإنجاز كابينتها، رغم زوابع اثارها طرفان أحدهما الإرهاب الذي لا يرغب بقيام نظام سياسي، والأخر المنتفعين من السلطة السابقة ومناصب الوكالة والمفسدين المرتبطين بهم.
المرحلة المقبلة ليست مفروشة بالورد دون قلع الأشواك، وإستثمار الأجواء الإيجابية المحلية والدولية، لتجاوز مراحل كنا نعتصر ألم سلطات ضغط النرجسية، مأربها تحقيق غايات بعيدة عن المهنية، حيث يتحول الوزير من عمله التنفيذي و وإدارة سياسة الوزارة، الى سياسي يحقق مصالحه الحزبية، وزارته محطة استراحة يتجولها المفسدون، وبرلمان ساحة صراعات، نوابه من دور تشريعي رقابي الى محلل سياسي، يطعن البرلمان اذا كان قريب من السلطة ومعرقلاً اذا خالفها؟!
الشراكة والمقبولية والإنسجام والفريق القوي، مفردات اكثر قبولاً وواقعية، وشراكة الأقوياء الضمان لتحقيقها، لا نقول ان القوة تلزم اشتراك رؤساء الأحزاب، إنما إلزام بإختيار كفاءات تتصدى للمسؤولية، ليست مجرد كرسي مأربه حزبية للإثراء وسعة النفوذ؛ بل سباق لتعويض الشعب سنوات الحرمان والاخطاء المتراكمة.
عصفت كثيراً بنا تصريحات لا تملك العمق السياسي، تتهم الإعتدال بالتخاذل والإنبطاح؟! تعالت نبرتها الطائفية، ومن تتهمهم بالدموية اصبحوا اليوم رجال وطنية لا يمكن تجاوزهم، او رجال مواقف صعبة نحتاج لها؟! سؤال الى الطابور الرابع والخامس؟ لماذا لم نجد سابقاً خطاب الإعتدال علناً، وخلافاتكم خلف الكواليس، بدل زج الشارع والإتفاق من خلف ظهره؟؟!
اذا كانت الكتل السياسية راغبة بإنجاح الحكومة وخدمة شعبها؛ فإنها قادرة على التعاون مع رئيس مجلس الوزراء، بروح فريق منسجم يتسابق لتحقيق الأهداف، ومسؤولية الكتل مراقبة وزرائها ونوابها.
على السيد العبادي ان يتعامل مع فريقه على اساس الاختصاص ومستشارين مهنيين لا حزبين مؤيدين، ينصحوه بالعودة للبرلمان ومشاور التحالف الوطني والشركاء، وتقريب الشرفاء من ابناء مدن يلتهمها الإرهاب، فنحن نحتاج مقاتلة الإرهاب بنفس القوة سواء في امرلي او الضلوعية او تلعفر، ونجرد عدونا لا نقتل على الظن، ونخوض حرباً ضروس ضد الفساد والبيروقراطية، ونهمس في اذن الحكومة والبرلمان ، نقول لا تسمعوا مشورة فاشل او باحث عن منتصر او صدى صوت متملق؟! وكل صاحب منصب جديد، عليه استبدل الأساس الفاشل لا تبدل الأثاث بالمليارت.


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : صادق كريم ، في 2014/09/13 .

في منظور التجارب السابقة فشل الاسلام السياسي و المتمثل بالمتأسلمين ، الذين وضعوا أنفسهم الخيار الوحيد للنجاح و العبور الى ضفة التحضر و الانسانية ، فقد كانوا هم العقبة الكؤد في وضع الفخاخ و حفر خنادق الموت عبر الاجندة الطائفية ، و التي من خلالها استطاعوا زج المرجعية في هذه اللعبة التي انطلت على الجميع ، و هي في حقيقتها امريكية و صهيونية و ايرانية و سعودية ، قد يقول البعض كيف اجتمع الجميع في ذلك .. و نقول نعم !! جمعتهم الغايات و النوايا في فرض المصالح و بسط النفوذ .
لذا من العيب أن نكون اصحاب عقول و لا زلنا نتنغنى بالاطروحة الاسلامية السياسية الفاشلة .. لذا ينبغي الاعتراف ان العراق لا يستطيع الان عبور المسافات الا بحكومة تحكم بالقانون المدني بعيداً عن الشعارات البراقة الماجنة .
و العبادي سيكمل مسلسل الفشل المتنامي و ستكون له أدواته و حيثياته الخاصة .. عتبي على العراقيين الا يكونوا مصريين في نتاجهم و افرازاتهم السياسية .. بلا توجيهات دينية أو سياسية عابرة للحدود .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=50883
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 09 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13