• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العدوان والنزول عن الشجرة ! .
                          • الكاتب : علي محمود الكاتب .

العدوان والنزول عن الشجرة !

  ربما توقف العدوان على غزة وربما كذلك تنجح الجهود المصرية في تثبيت الهدنة لامد طويل  ، وها نحن ننفض غبار المعركة عن كاهلنا ونلملم الجراح ، و لن نخوض الجدل الطويل في  نتائجها ، انهزمنا أو انتصرنا ولن ندخل كذلك في تناقضات وسجالات لن تغير حال غزه ولا حال سكانها في مدارس الإيواء المكتظة ليس بالبشر وحدهم وأمانيهم التي ذهبت أدراج الرياح ، بل وبالصراعات الحزبية والفئوية والمرضية !

نعم.... لن ندخل في هذه الخلافات لأن الخوض في الأمر سيضع الملح على جرح عميق بدأ مع أول سنوات الانقسام !

أن الحقيقة المؤكدة الان و لا جدال فيها مهما كانت ثقافتنا أو اتجاهاتنا الفكرية ، أن غزه بعد أن كانت توصف بأنها سجن كبير أضيف لصفاتها أنها كومة الخراب المطلة على البحر الأبيض المتوسط، نعم هي كذلك ولمن خالفنا في هذا الرأي ، عليه أن يذهب لشرق غزه والمناطق الحدودية ،  وليسأل ما تبقى من شجر الزيتون الروماني العريق عن حال غزه !

وكما أسلفنا فالعدوان  وأن انتهت بعض فصوله لكن مازال صراعنا مع إسرائيل طويل ، لم ينتهي بعد ،وقد يمتد لأجيال طويلة ، لذلك علينا أن نعيد قراءة تاريخنا جيدا وان نقيم المرحلة بشكل وطني لا حزبي  ، ففي الوقت الذي يتوحد فيه الكيان الإسرائيلي بيمينه ويساره لضمان هدنة طويلة تكفل لسكان المستوطنات آمن بقدر معقول ، نجد بعضنا يخون بعضنا الآخر ويمضي جل وقته وهو يحشد الحشود من الجماهير ،  ليتغني ويتحدث باستفاضة عن انجازاته خلال العدوان وهنا لا نستثني أحدا من الأحزاب أو التنظيمات فالكل ما شاء الله لديه الربابة الخاصة به حتى أنهم وللأسف غير موحدين في تسمية المعركة !

ان المطلوب لشعب غزة الذي ينزف دم ويعاني أزمات اقتصادية  واجتماعية وحصار ، أكبر من الخطب والاستعراضات العسكرية وإطلاق رصاصات النصر في الهواء لإرعاب أطفالنا الذي هم أصلاً بحاجة لسنوات علاج طويلة من مرض التبول اللاإرادي !

المطلوب الان وخاصة من قادة غزة وحكامها النزول عن تلك الشجرة العقيمة التي ركبوا أعلى أغصانها الضعيفة ، فليتركوا السلطة المعترف بها دولياً ، لتمارس دورها الطبيعي في تضميد جراح هذا الشعب الذي يحتاج لسنوات طويلة ليتنفس بعضا من هواء الحرية حتى ولو من فوق الركام !

المطلوب الان وقفة جدية لمحاسبة الذات والابتعاد عن النرجسية والوهم بأن طرف أقوى من الأخر ، فغزة ليست كل الوطن ولكنها قلبه النازف فاتركوا  من هم أكفأ لمداواة الجروح ، حتى لا تبقي غزة وللأبد منكوبة ولأجلها تصبح كل قضيتنا ، هي كيف السبيل لدخول القوافل الإنسانية !

أن قضيتنا مع الاحتلال أكبر من طحين الوكالة و قضايا المعبر والمال أو المطار والميناء، قضية وجود ذهب لأجلها الشهداء ومثلهم وأكثر من الجرحى ، وهم يستحقون منا ألا ننحرف عن البوصلة ونترك إسرائيل تنهش ما تبقى من أرضنا الغالية ونحن على الدوام نسبح في وحل خلافاتنا !




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=50503
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 09 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14