في مخطوطة نادرة صوّرها الاب (عطية دانيال السرياني) من مكتبة الفاتيكان السرية سنة (1945) وجلبها معه إلى (دير ماردين) حيث فسر الاعمال التي تحققت على يد (يوشع) نائب موسى ووصيه على بني إسرائيل من بعده ، وجد ان الرب سمع ليوشع فأوقف له الشمس وارجعها له لحين الانتهاء من قتال الاعداء فقد قارن بين ما حصل في (سفر يشوع بن سيراخ ) وما يسمعه من احاديث حول رد الشمس لشخص آخر في الاسلام وهو أيضا وصي لنبي.
ثم زار الاب عطية مكان رد الشمس فوجده بالقرب من خرائب بابل فتعجب الاب عطية لهذا الاتفاق الغريب ان تكون معركة هذا القائد الاسلامي في نفس مواصفاة مكان معركة يوشع سهل كبير ممتد حتى سفوح قرقيسيا وتكون صلاته بالقرب من خرائب مدينة قديمة وهي نفس الاشارة إلى ان يوشع صلى بالقرب من خرائب مدينة السلط قبل انتصاره على عماليق.
فماذا وجد الأب عطية في سفر يشوع بن سيراخ ؟؟
يحكي هذا السفر قصة عجيبة لوصي موسى وخليفته على قومه . مواصفاة لا تتوفر إلا في نمط خاص من الناس تم اعدادهم اعدادا الهيا على يد ملك عظيم او نبي .
لنترك النص هو الذي يتحدث ثم نأتي بتفسير الاب عطية دانيال .
أولا ان انتخاب (يوشع) وصيا لموسى كان بأمر الرب وبالقرب من غدير ماء عفرون . كما نرى ذلك واضحا في سفر العدد 27: 18(( فقال الرب لموسى: خذ يشوع بن نون، رجلا فيه روحُ ، وضع يدك عليه، وأوقفهُ قدام .. كل الجماعة، وأوصهِ أمامَ أعينهم)).
إذن هو وصي من قبل الرب وشهد (الجماعة) كلهم ذلك وعرفوه . فبماذا يتميز هذا الوصي عن باقي الجماعة.
يقول سفر يشوع بن سيراخ 46:1 ((كان يشوع بن نون رجل بأس في الحروب، خليفة موسى . وكان كاسمه عظيما في خلاص مختاريه، شديد الانتقام على الأعداء المقاومين، ما أعظم مجده عند رفع يديه، وتسديد حربته على المدن. من قام نظيره من قبله؟ إن الرب نفسه دفع إليه الأعداء. ألم ترجع الشمس إلى الوراء على يده، وصار اليوم نحوا من يومين؟ دعا العلي القدير إذ كان يهزم الأعداء من كل جهة، فاستجاب له الرب العظيم أهلك المقاومين دعا الرب القدير، عندما كان أعداؤه يضيقون من كل جهة فأرعد الرب من السماء، وبقصيف عظيم أسمع صوته)).
يقول الاب عطية ان يوشع هذا وقفت له الشمس حتى صلى صلاته عندما كان ذاهبا لحرب اعدائه ، وان الرب انتصر على خصومه بسيف هذا الشاب القوي الذي له السيف الماضي ذو الحدين .
ثم يتسائل الاب عطية عن هذا السر ويقول : هل عاد يشوع الشاب ليتجسد في هذه الامة بشخصية اخرى لها نفس المواصفاة والمزايا التي وهبها الرب لوصي موسى ؟
أن يكون بطلا مهابا صوته الرعد رجل بأس في الحروب، خليفة نبي . وكان كاسمه عظيما في خلاص مختاريه، شديد الانتقام على الأعداء المقاومين يحمل في يمينه سيفا ماض ذو حدين . ترجع له الشمس ويكون منصورا بإذن الرب .
انها الاسرار التي حفل بها الكتاب المقدس فلا نجد لها تفسيرا بل نجد لها تجسيدا. (2)
المصادر والتوضيحات ــــــــــــــــ
1- (يشوع وهو من سبط أفرايم وكان اسمه هوشع وعند المسلمين يوشع). القس انطونيوس فكري ، تفسير سفر الخروج .
2- مقتطفات من تفسير الأب عطية دانيال السرياني على سفر يشوع بن سيراخ (مقارنة بين نصين)