العرب لا خيار أمامهم لكي يتواصلوا ويتفاعلوا مع عصرهم , إلا بإيجاد صيغ للعمل المشترك فيما بينهم , وفقا لقوانين وضوابط تخدم مصالحهم أجمعين.
فما عاد هناك وقت للإنحباس في صناديق الأوطان , التي إنمحت في عالمنا الإفتراضي الجديد , العابر للحواجز والخنادق والبحار والمحيطات , ولجميع المصدات والعوازل وأسباب التباعد والإنقطاع.
العالم اليوم حالة إمتزاجية متدفقة بالنشاطات والمعطيات الأصيلة.
ولا بد للعرب أن يعودوا إلى بديهيات الصيرورة والتواصل والرقاء , فالإتحاد قوة , وفي محكم الكتاب آيات تشير إلى ذلك ومنها:
"ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" الأنفال 46
"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" آل عمران 103
ومن الأحاديث:
"المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا"
و"المرء كبير بأخيه"
ومن أقوال علي بن أبي طالب:
"إنه لا غَناء في كثرة عددكم مع قلة إجتماع قلوبكم"
ويقول أحمد شوقي:
"نصحت ونحن مختلفون دارا
ولكن كلنا في الهمّ شرق
ويجمعنا إذا اختلفت بلادٌ
بيانٌ غير مختلفٍ ونطق"
ويقول معن بن زائدة:
"تأبى العِصيّ إذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسّرت آحادا"
ولمعروف الرصافي:
"خابَ قومٌ أتَوا وغى العيش عُزّلا
من سلاحَيْ تعاونٍ واتحادِ"
هذه بعض رؤى وأفكار عربية غائرة في أعماق الوعي العربي , ومُعبّر عنها بلسان قادته ومفكريه وشعرائه , وعلينا أن نرتقي إليها لكي نتحقق ونعيد للأمة هيبتها , وللتأريخ قيمته ودوره وتأثيره الحضاري الصحيح.
فهل ستتحول الويلات العربية المتحدة إلى ولايات عربية متحدة؟!!
|