حاضر حمل بين طياته غرائب البشر, وماضٍ كان مملوء بالخير والعطاء, انقلب الخير الى الشر والعكس ايضا صحيح, هذا لا يعني انه لم يعد هناك خيراً..! وانه لم يكن هناك شراً..! كلُ من حلى له امراً فعله..! بعيدا عن مسائلة النفس؟ او مراقبة من الاهل, فألى متى سيكون الاب بعيدا عن الابناء, والام تحسب نفسها تراقب كل شيء دون علم بما يعمله فلذة الاكباد, فلنعود الى الوراء قليلا قبل فوات الاوان كي لا نتحسر على ما مضى, ولا نلوم الحاضر بما اتى.
الم تكن مثالا يحتذى بها في كل شيء, الم تكن رمزا للحشمة والوقار, الم تكن قدوة للنساء والرجال, فلماذا تركنا القدوة وتمسكنا ب.....!, العباءة... وما بال العباءة في هذا الزمان التي اخذت بالتطور والازدهار الى ان اصبحت لا تقاوم.., الى ان اصبح مجتمعنا يستعمل العباءة (الجادر), لن اتكلم كثيرا عنها لان في بلادهم يستعملونها بشكل حسن وهم ادرى بها, اما في بلادي صرت اشاهدها في استعمالات غريبة والتي اخذت الحشمة وضربت بها عرض الجدار, حتى انتشرت بشكل سريع الى ان سرت في معظم البيوت وباتت كاللعبة في يد الاطفال والتي ستبقى في اذهانهم ولن يتركوها في كبرهم, وانا خفت ان تكون في كل البيوت...! حينها لن أرى عباءة الحشمة والوقار, فكم اتمنى ان نعمد الى ازالة (الجادر) من بيوتنا ونعود الى الماضي القريب, ونغرس في بناتنا الصغار منذ نعومة الاظفار حب الحشمة والوقار, كي لا يستفحل الوباء في بلادي..., حتما عرفتم من كانت القدوة في اول الكلام وهي التي قالت يا ابتي خير للمراءة ان لا ترى الرجل ولا الرجل يراها فلنأخذ من سيدة نساء العالمين حبيبة النبي الامين فاطمة الزهراء (عليها السلام) قليلا ونحافظ على الستر والحجاب الحقيقي, لتكون الامة في مأمن من كل داء يحاول العبث فيها, ويكون بلادي اجمل من اي وقت مضى لأنه بات يقارع كل شر ينوي التهجم عليه. |