في احد المواقع الالكترونية وبالتحديد في موقع كتابات المثير للجدل نشر زميل المهنة السيد ناصر الياسري مقالا جميلا جدا ولا ابالغ حين اقول انه مضحك حد البكاء ومبك حد الضحك بعنوان لقالق الصحافة العراقية  مسلطا الضوء فيه على شخصية متلونة تطرح افكارها طبقا للمطلوب منها .. لقد وضع السيد ناصر الياسري الاصبع على الجرح في مقاله هذا فلقالق الصحافة التي اسميها انا حمير الصحافة التي لا تكف عن النهيق ليل نهار بسبب او دون سبب هم حمير ناهقون دخلوا عالم الصحافة الجليل في غفلة من الزمن وفي غفلة منا نحن من حملنا الصحافة على اكتافنا هما وطنيا ورسالة انسانية  .. اليوم سأنشر حقيقة بسيطة عن واحد من هؤلاء الناهقين او اللقالق كما يطيب للسيد الناصري تسميتهم وهو هادي جلو مرعي .. بعجالة ساذكر ما اعرفه عن الجلو .. لم يكن الجلو هذا صحفيا قبل سقوط النظام ولم ينشر كلمة واحدة ابدا باستثناء مقالة واحدة او بالاصح ربع مقالة في مجلة (فدائيو صدام) التي اصدرتها نقابة الصحفيين العراقيين انذاك وتولى رئاسة تحريرها العقيد في فدائيي صدام وان لم تخني الذاكرة كان اسمه العقيد سلطان بتوجيه طبعا من عدي الذي كان نقيبا للصحفيين العراقيين في ذلك الوقت..  بعد السقوط وحين كنا في اجتماع في مكتب رئيس تحرير احدى الصحف نتدارس السبل الكفيلة باصدار الصحيفة وتوفير الاجواء المناسبة لانجاحها كان من بين الحاضرين هادي جلو مرعي الذي اصطحبه احد الزملاء على انه صحفي ممكن الاستفادة منه في عمل الصحيفة وعندما طلب منا السيد رئيس التحرير بيان تاريخنا الصحفي   رفع الجلو يده قائلا  انا صحفي سابق وقبل ان يتم حديثة قاطعه احد الصحفيين الحاضرين ويبدو انه كان على علم تام بهادي جلو مرعي قائلا له انك لم تنشر كلمة واحدة في الصحافة العراقية عندها اخرج الجلو وسط دهشة الحاضرين مجلة فدائيو صدام وفيها مقال قصير جدا من بضع كلمات او بالاحرى خبرا من عدة اسطر وقال هذه كتاباتي ضحكنا جميعا غير مصدقين.. ومنعا للاحراج الذي اصاب الجلو غير رئيس تحرير تلك الصحيفة النقاش الى موضوع اخر .. منذ تلك الفترة ورغم عملي في صحف عدة لم اقرأ للجلو او اسمع به او  اشاهد طلته في مقرات الصحف ولكن بعد انتشار المواقع الالكترونية التي تناسلت وتكاثرت بسرعة البرق  بدات اقرأ لهذا الصحفي بعض المقالات الفارغة من المعنى والمضمون غير ان الدهشة اصابتني حين برز اسم الجلو مدافعا عن الصحفيين رئيسا لاحد الاتحادات او المنظمات التي تعنى بحقوق الصحفيين!! ثم اطلالته من على شاشات الفضائيات محللا سياسيا وعالما خبيرا بشؤون العراق والشرق الاوسط وجنوب اسيا وشمال افريقيا والمغرب العربي والمحيط الهندي والمحيط الاطلسي واخيرا وليس اخرا خبيرا محترفا بشؤون امريكا لابل ناصحا لها!! .. غريب أمر هؤلاء الذين يركبون كل موجة ولا يمتلكون مبدأ واحدا يؤمنون به، فهم تحريريون عندما يطلب الامر هذا وهم احتلاليون عندما تتطلب الظروف ذلك وان كان بين بين فهم تغيريون!! .. هم دينيون ثم  علمانيون لان الظرف يفرض او الجيب يأمر!!..  هم متلونون لا تعرف لهم اتجاها او مبدأ او حتى دين .. صدقوني اننا نحترم كل من يمتلك مبدأ ويؤمن بقضية مهما اتفقنا او اختلفنا معه، لكن من يغير مبدأه وقضيته كل يوم عشرات المرات وحسب ما تقتضي المصلحة الذاتية وحسب المبلغ المدفوع سلفا وانفا، فاننا نتبرأ من هؤلاء ونركلهم الى اقصى قعر جهنم لان مهنة الصحافة مهنة الاخلاق والمبدا والايمان بقضية شريفة.. وننبه كل هؤلاء وامثالهم بان للصحافة مزبلة شبيهة بمزبلة التاريخ سيأول اليها كل افاق كذاب دعي عاجلا ام اجلا.