يسود التعقل بين المتنافسين في اليمن إلى حد كبير وهذا هو سر الحكمة اليمانية فكل يخشى من بطش الآخر والوضع في اليمن معقد فالرئيس اليمني له أنصار كثر والمعارضة لها أنصار كثر والجميع مسلح فمن يجرؤ على مهاجمة الآخر 0
السلاح الموجود بيد الشعب يعتبر صمام أمان من قيام حرب أهليه لأن كل طرف يخشى على نفسه من الآخر
والحرب ليست طارئة على اليمنيين فقد خبروها طوال سنين مضت خلافا لدول أخرى مثل مصر وليبيا وسوريا فهي جديدة عليهم على الأقل خلال عقود مضت ولم يكتووا بنارها كما اكتوى اليمنيون 0
لايمنع ذلك من حدوث قتلى هنا وهناك لكنها لا تصل لمستوى الحرب الأهلية 0
لعل أقرب شبه اليوم باليمن لبنان الذي ذاق مرارة الحروب الأهلية كثيرا ولذا نجد أنه وصل إلى  حدما  إلى مرحلة القناعة بعدم جدوى الحروب الأهلية 0
المتضرر في اليمن هم الشعب والشباب خصوصا الذين اكتووا بنار الظلم والتعسف والإقصاء وقد وقفوا اليوم وقفة صامدة ليقضوا على كل مظهر سيء لكن الساسة هم الذين يحرصون على أن يجنوا أولا وأن يوطدوا لزعاماتهم ، مع إيماني الشديد بأن من واجب الشباب اليقظة والتمسك بنتائج ثورتهم  والحفاظ عليها سلميا ، فإن سعوا بدافع من هنا أوهنا ك  فسيكونون هم وقودها 0
ما يروج له البعض من تصعيد هذا تهور وحمق وسيعود بالويل والثبور على الجميع لكن الصبر ومواصلة المطالبة السلمية هو السبيل الأوحد والأمثل  لنجاح هذه الثورة ، فالمتظاهرون محميّون وكل يخشى اليوم على نفسه ولا مفر من تلبية المطالب الشرعية لا المطالب التي تخدم الزعماء ، وستطول فترة الاعتصام قليلا ولكن هذه الفترة ستكشف الكثير من الأوراق وسيتبين الحق من الباطل وستنكشف العورات وستتحقق المطالب التي تعود بالنفع على الشعب اليمني ، فالأكثرية يبحثون عن تحقق المصالح العامة ، والأقلية يبحثون عن تحقيق المصالح الخاصة ، وهذا ما يرفضه الشباب جملة وتفصيلا ، فإذا كان سيبدل بتعسف الحكومة تعسف أطراف أخرى فلا للتغيير ، أما إن كان الشعب هو الذي سيحكم وسيقول لا لكل صاحب مصلحة وسيخلع كل من يحاول التربص بمنجزات هذه الثورة فهذا هو المطلوب ، ومع قليل من الحكمة والصبر وعدم التهور ستتحقق الآمال بإذن الله 0