الدروس الخصوصية آفة تنخر المجتمع ، هذه العبارة نجدها مكتوبة على ملصقات جدارية موجودة في كافة مدارس العراق ، لكن في ذات الوقت نجد أن الدروس الخصوصية في تزايد مستمر ، في بعض المدارس وصلت الحالة الى حد المشاجرة بين المدرٍسين في ما بينهم ، كل مدرٍس يقول هذه المجموعة لي في الدروس الخصوصية ، والضحية في كل ألأحوال هو الطالب ، سلبيات كثيرة تظهر على مستطيل الساحة التعليمية التي بدأت تحث الخطى نحو الخلف بخطوات متسارعة نتج عنها مستوى تعليمي هزيل ويرثى له ، أين وزارة التربية من تلك ألأمور ؟ أين نقابة المعلمين ومجلسها المركزي من التدهور الكبير الذي يمر به الواقع التعليمي ؟ هل تعلم وزارة التربية بأن بعض المدرسين يقسم الصف أثناء ألأمتحان الى قسمين كل قسم له أسئلة تختلف عن القسم ألاخر ؟ طبعا المدرس يقول تقسيم الصف من أجل السيطرة على الطلاب ، لكن واقع الحال يقول أن الطلبة الذين يأخذون دروس خصوصية لدى نفس المدرس تكون أسئلتهم أسهل من القسم ألآخر ! هل سألت وزارة التربية عن ارتفاع معدل درجات بعض الطلبة في النصف الثاني بشكل كبير جدا ؟ بماذا نفسر ان طالبا ما لديه في الفصل ألأول في المادة الفلانية 30 درجة وفي نصف السنة له في نفس المادة 25 درجة وبقدرة قادر تكون درجته في الفصل الثاني لنفس المادة 95 ، كيف حصل هذا ؟ أم أن الوحي العملي لايأتي لبعض الطلبة الا في الفصل الثاني ؟ هل تعلم وزارة التربية أن العوائل تعاني بشكل كبير من ظاهرة الدروس الخصوصية بسبب المبالغ الكبيرة التي يتم دفعها للمدرسين ، هل تعلم وزارة التربية أن عددا من المدرسين يقوم بالتوسط لدى مدرسين آخرين لغرض مساعدة طالب ما ؟ لا لجانب أنساني حسب مايظهر على الساحة بل لأن الطالب الذي يتوسطون له هو من احد طلبتهم في الدروس الخصوصية ، هل تتم مطابقة درجات الطلبة في امتحانات الفصل الاول ونصف السنة والفصل الثاني ؟ للوقوف على دقتها واجراء مقارنة بسيطة بين معدلات الفصلين الاول والثاني ونصف السنة ، بالتأكيد لاتوجد هكذا اجراءات ولو كانت موجودة لكان تم التأكد منها من خلال اجراء امتحانات للطلبة الذين تكون درجاتهم في الفصل الثاني تختلف بشكل واضح عن درجاتهم في الفصل الاول ونصف السنة ، بماذا نفسر التفاوت الكبير في الدرجات مقارنة بين بداية السنة الدراسية ونهايتها ؟ لايمكن لطالب أن يرسب في أغلب المواد في بداية السنة الدراسية خصوصا وان المادة الامتحانية تكون قليلة في الوقت الذي يتفوق بكافة المواد وبشكل كبير في نهاية السنة ، الدروس الخصوصية تشكل العبء الاكبر للعائلة العراقية لكن هاجس الخوف من رسوب ابنائهم في حالة عدم انضمامهم لمجاميع التدريس الخصوصي هو الذي يجعلهم يؤثرون على قوتهم ويوافقون على اشتراك ابنائهم بدروس لافائدة منها ، لأن المدرس الذي تسوٍل له نفسه التقصير في اعطاء المادة الدراسية حقها في المدرسة سوف لايكون مخلصا في نقل المعلومة للطالب وبذل الجهد من اجل ذلك ، وسيكون كل همه هو تسجيل اكبر عدد من الطلبة الذين يرغبون في الدروس الخصوصية ، من أجل الحصول على الكثير من أموال السحت ، دون مخافة الله او الضمير ، لانعلم متى يترك المدرسين ظاهرة التدريس الخصوصي خصوصا وان رواتبهم مجزية وتغنيهم عن المال الحرام الذي يدفع لهم جراء التدريس الخصوصي لأنه مسروق ومقتطع من جهد أولياء أمور الطلبة ويذهب للمدرس الفلاني دون وجه حق ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
|