ثم دخلوه (عناصر جبهة النصرة) في الليل وخطفوا رئيسته مع عدد من الراهبات، اللواتي يعملن في الدير والميتم التابع له، ثم أفرجوا عنهن في إطار صفقة تبادلية تمت في مارس/ آذار الماضي، بواسطة قطر حيث حضر رئيس استخباراتها غانم الكبيسي شخصيا مفاوضات تنفيذ الصفقة في كلا من تركيا ولبنان.
10 ملايين دولار قيمة الجائزة، التي خصصتها الإدارة الأمريكية لمن يدلي بأي معلومات عن زعيم تنظيم "داعش"، أبوبكر البغدادي، الذي يوصف بـ"رجل الظل"، والذي تندر التفاصيل الخاصة بالمقربين منه.
الأمر، الذي دفع موقعًا ليبيًا اسمه "الوسط" إلى البحث عن اسم أقرب الشخصيات المقربة منه ممثلة في قرينة، التي اعتبرها "زوجة البغدادي".
هل هي زوجة "البغدادي"؟
"الوسط" كتبت في تقرير تابعته "المسلة"، "ربما لا يعرف الكثيرون أن زوجة البغدادي هي سجى حميد الدليمي، التي ظهر اسمها ضمن قائمة قدمتها (جبهة النصرة) للسلطات السورية من أجل الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح عدد من راهبات دير معلولا في الحادث الشهير، الذي وقع قبل أشهر، عندما تسلل مقاتلو (جبهة النصرة) إلى بلدة معلولا المسيحية (55 كلم من دمشق)، وادعوا أنهم لن يتعرضوا للدير ومن فيه".
ومضت "الوسط" في سرد وقائع قصة راهبات "دير معلولا"، كاتبة: «ثم دخلوه (عناصر جبهة النصرة) في الليل وخطفوا رئيسته مع عدد من الراهبات، اللواتي يعملن في الدير والميتم التابع له، ثم أفرجوا عنهن في إطار صفقة تبادلية تمت في مارس/ آذار الماضي، بواسطة قطر حيث حضر رئيس استخباراتها غانم الكبيسي شخصيا مفاوضات تنفيذ الصفقة في كلا من تركيا ولبنان".
ويشير الموقع الليبي إلى أنه "لم يكن أحد يعرف حقيقة شخصية سجى الدليمي إلا بعد 3 أشهر تقريبًا من صفقة تبادل راهبات معلولا بعناصر من (جبهة النصرة)، حين فجر أحد قادة الجبهة، المدعو أبو معن السوري، مفاجأة، بإعلانه هوية سجى، التي كانت من ضمن الأسرى ممن كانوا في سجون".
ونقل تصريح "أبومعن"، المكتوب في حسابه على "تويتر" 9 يونيو/ حزيران الماضي: "يا أنصار الدولة(داعش).. لمن لم يعلم بعد الأخت، التي خرجت في صفقة تبادل راهبات معلولا، هي زوجة أبوبكر البغدادي.. جبهة النصرة قامت بفكاكها من الأسر"، مضيفًا: "بل وقامت جبهة النصرة حينها بتأمين منزل لها ولأبنائها حتى خرجت من المنطقة".
وتضيف "الوسط" أن "أبومعن أكد صدق روايته بالاعتماد على تغريدة سبق أن نشرها القيادي الآخر في الجبهة، المدعو أبوعزام المهاجر، الذي كان المسؤول عن صفقة تبادل راهبات معلولا"، وجاء في تغريدة "أبوعزام" خطاب لـ"داعش" يقول فيه: "لو كنت تعلم يا أخي بالدولة (داعش) من خرج بهذه المفاوضات صفقة التبادل لبكيت قليلًا وضحكت كثيرًا"، دون أن يصرح حينها عن مقصده من التغريدة، التي قال "أبومعن" عنها إن "أبوعزام كان يلمح لقيام النصرة بفك زوجة البغدادي".
في الوقت، الذي واصل خلاله الموقع الليبي متابعة القصة، فكتب: "اعترفت بعض حسابات التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي بصحة ما قاله أبومعن وأن سجى الدليمي هي فعلًا زوجة البغدادي والأطفال أبناؤها من زعيم داعش، معللين بأن النصرة فكت زوجة البغدادي، كنوع من (رد الجميل) للبغدادي، الذي أمد زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني بالمال والسلاح في بداية تأسيس الجبهة".
سجى ودير معلولا
اسم سجى الدليمي لم يخطف الأنظار، يوليو/ تموز الحالي، فحسب، وإنما تابعتها صحيفة "السفير" اللبنانية، مارس/ آذار الماضي، كاتبة تقريرًا عنها تحت عنوان: "لغز سجى الدليمي وصفقة الراهبات".
وفي أحد سطور التقرير، تشير "السفير" إلى أن "سجى" تزوجت مرتين، موضحة: "عندما أطلق سراحها على الحاجز الأخير للجيش اللبناني في عرسال مع ابنيها أسامة وعمر وشقيقتها الصغيرة هاجر، استأنفت الطريق، الذي قطع عليها اعتقالها من قبل الأمن السوري، صبيحة الأول من أكتوبر، تشرين الأول الماضي، عندما كانت تهم بلقاء أبيها حميد الدليمي في دير عطية، وعقد زواجها الثاني على أرهابي ليبي في (الكتيبة) الخضراء في يبرود، بعد أن كان قد خطبها من والدها قبل أشهر". وهو ما يعني غياب "البغدادي" عن قصة الزواج من "سجى"، فهو، حسب تتبع الولايات الأمريكية لقصته، مولود في مدينة سامراء العراقية، عام 1971، كما أن زوجها الأول، حسب "السفير"، من العراق بالفعل لكنه قُتل.
وتكتب "السفير" عن "سجى": "رغم أنها نشأت على مهنة الحلاقة النسائية والخياطة في الأنبار وعامرية بغداد، إلا أنها تعرفت على التنظيمات الإرهابية عن قرب من خلال زوجها العراقي الأول، فلاح إسماعيل جاسم، وهو أحد قادة تنظيم (جيش الراشدين) الإرهابي، والذي قتله الجيش العراقي خلال معارك الأنبار في العام ٢٠١٠".
عن قصتها مع "دير معلولا"، تحكي "السفير": "اكتسبت سجى الدليمي، منذ اللحظة الأولى لاعتقالها، أهمية كبيرة بنظر (النصرة) و(داعش) و(الكتيبة الخضراء)، وذلك لتقاطع علاقات أفراد عائلتها بين المجموعات (الارهابية) الثلاث، في العراق وسوريا، فالشابة العراقية هي الابنة الكبرى لحميد إبراهيم الدليمي، ووالدها هو أحد (أمراء داعش) في سوريا، التي دخلها مع أبي محمد الجولاني، منذ اللحظات الأولى للقتال في سوريا".
وتمضي قائلة "قتل الدليمي، الذي يعد ممولا ومؤسسا لـ(داعش)، في عملية عسكرية للجيش السوري في دير عطية في 30 سبتمبر/ أيلون الماضي".
وتكمل "تنخرط عائلة الدليمي بأسرها في (التنظيمات الإرهابية)، وبرزت من شقيقاتها دعاء، ففي الثامن من سبتمبر/ أيلول العام ٢٠٠٨، دخلت دعاء حميد الدليمي تاريخ (الإرهاب) العراقي، بوصفها الانتحارية الأولى، التي تخفق في تفجير نفسها في تجمع كردي في أربيل"، متابعة: "كانت الدليمية الانتحارية قد لفت جسدها بحزام من 6 كيلوجرامات من مادة (سي فور)، ثأرًا لزوجها حارث، أمير (داعش) في منطقة العامرية في بغداد، والذي قتله (الجيش الإسلامي)، فصيل إرهابي آخر، لكن عطلًا تقنيا أدى إلى نجاة أربيل من مجزرة".
وتلفت "السفير" في ختام تقريرها النظر إلى أن "شقيقها عمر الدليمي يقود وحدة تابعة لـ(داعش) في القلمون، وفي صفوف (الكتيبة الخضراء)، قاتل شقيقهما الصغير خالد، ذو الـ15 عامًا على جبهة قارة قبل تحريرها بواسطة (حزب الله) والجيش السوري في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وتجمع علاقات واسعة العائلة الدليمية بقادة (النصرة) في يبرود و(داعش)، حيث عمل والدها قبل قتله، إلى جانب (أمير جبهة النصرة) في القلمون أبي مالك التلي". |