نبقى بحاجةٍ إلى شيءٍ ما ، شيء مشروع يوحّدنا على أساس المبادىء الحقّة ، التي تكفل لنا الحياة العزيزة والعاقبة المحمودة .
كما يبقى الإنسان بفطرته السليمة -التي تجرّه إلى الخير جرّا- يهرب من فرط القيود وفرط الإطلاق إلى التوازن المعقول ، إلى كلّ مايضمن له الاستمرار في تحقيق المطلوب ، فيجهد مكتشفاً " صمّام الأمان " ، عارفاً بمن يسعى به صوب المقصود ومرفأ الإيمان .. إنّه حلم السماء والرسل والأنبياء والولاة النجباء (ع) أن يبلغ الإنسان فضاءات السعادة والفلاح ويحلّق في آفاقها مستبشراً بالنجاح.
بلا أدنى مداهنة ومراوغة وبكلّ شفّافية نقول : " صمّام أماننا " - بغياب إمامنا (عج) - مرجعيتنا المباركة ، النيابة العامّة ، إليها إيابنا في فروع شريعتنا الخاتمة، وفي ما يستجدّ من مسائل هي في استيعابها أشمخ وأرقى وفي حلّ معضلها أسمق وأسمى.
فكل"ذراع " مهما طالت هي أقصر من ذراع المرجعية المباركة ، وكلّ " ضرورة " مهما عظمت هي دون ضرورة المرجعية المباركة ، بل يجب أن تندكّا وتذوبا بها ذوبان الفرع بالأصل ، ذوبان التابع بالمتبوع ، حالهما حال الأنهار والبحار التي يؤول مصيرها نهاية المطاف إلى المحيطات العظام .
كيف لا ؟! وهي المرجعية التي تخرجنا من ذلّ التعصّبات البغيضة والأفكار اللقيطة إلى عزّ المبادىء النبيلة والقيم الأصيلة .. من " المرحلية " و" الذرائعية " و " الميكافيلية " و " الاغتنامية " و ... إلى روعة الحبّ والتسامح والسلام وحقيقة الصدق والإخلاص والرعاية الأبوية .
فلا ملاذ - بغياب إمامنا (عج) - أنّى طال الزمان واتّسع المكان وتغيّرت الأحوال واستجدّت الأوضاع وتكثّرت الحاجات .. لاملاذ أأمن من المرجعية المباركة بقاطع الضرس وكلّ الاعتبارات، وطرّ الملاذات دونها هي ملأى بألوان المخاطر وشتّى المتاهات . |