• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : أنفسنا السنة هل يقبلون أخوتنا ؟ .
                          • الكاتب : احمد العبدالنبي .

أنفسنا السنة هل يقبلون أخوتنا ؟

 نعيش هذه الأيام حالة ذهول لما يخطط لأمتنا الأسلامية من فتن و مآسي و تفتيت و ( إختلاط الحابل بالنابل ) في صور تشوه الإسلام و المسلمين ، تستنهض على إثرها ما وثقته صفحات التاريخ من همجية كقتل عبد الله  الرضيع ، و حرق الخيام بكربلاء بحرق أحياء و أهلها  نيام ، و استهداف زوار أهل البيت - عليهم السلام - باطلاق القذائف على مراقدهم الشريفة و تفجيرها، مثلما وجهت السهام و الرماح في حياتهم ، في خضم هذه المدلهمات لا زال الشيعة يقولون : ( أخوتنا و أنفسنا السنة ) ، و يفرقون بين التكفيرين الإرهابين و بين إخوتنا السنة ، و يوجد مع الأسف من العلماء و المثقفي من ينعت الشيعة بأقذع الألفاظ بأسباب سنوردها عبر المحاور التالية :

1- صدام حسين وداعش
الكيان الصهيوني الضمانة الحقيقية لطمئنة الغرب بعدم وحدة المسلمين . فالغرب يدرك قوة المسلمين و فتوحاتهم ، و حتى يضمنوا بقاء الصهيونية يسعون دائماً بتمزيق المسلمين إلى فرق متناحرة و القضاء على أي نظام إسلامي و تشويهه ، ففي عام 1979 م قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأول قرار اتخذته قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني و تسليم سفارته للفلسطينيين ، هذا العمل أدى للتقارب بين الشيعة و السنة و هذا خطر على الغرب ، فكانت حرب الثمان سنوات براية القومية ( الفرس و العرب ) كون حزب البعث مرفوضاً دينياً، و مع هذا أثيرت الطائفية من الاعلام العربي بشكل ممنهج و بخطط إجرائية مدروسة .

و حقيقةً الشيعة أول من أدرك مخطط صدام و حزبه البعثي و دوره المرسوم له وحذروا منه ، لكن الطائفية تعمي البصر و البصيرة ، و كانت الصاعقة سنة 1990م باحتلاله الكويت و غزوه السعودية بدخوله مدينة الخفجي . و مع كل ما اقترفه صدام من  إباحة و قتل و ترويع و سرقة ،  يبقى في نظر الطائفتين التكفيريين الشهيد لا لشيء إلا أنه عدو الشيعة ( بغمض النظر إبادته السنة بالعراق و الكويت ) و الغريب في الأمر أن من يطرحوا أنفسهم مفكرين و فلاسفة كالدكتور عبدالله النفيسي الذي عاصر أفعال صدام بالكويت يترحم عليه و يهبه لقب الشهيد و كأن الكويت لا تعنيه .

و الآن يعيد التاريخ نفسه بالفصل الثاني من المسرحية الصهيونية ، هذه المرة بسيناريو ( داعش ) لتصل الطائفية ذروتها و أشدها ضراوة من التكفيريين ، و من المآسي أن بعض إخوتنا تنطلي عليهم اللعبة ،  و يتسابق الفلاسفة و المفكرون و المشائخ و المثقفون و الخطباء في دعم داعش كما دعموا ( صدام ) من قبل ، يشفع لهم فقط عدائهم وإبادتهم ( الشيعة ) ، مع علم الجميع إعلان الخلافة الإسلامية الداعشية ، و ستثبت الواقائع صدق حدس الشيعة تجاه داعش بما يتفق مع رؤيتهم و استقرائهم للأحداث ، كما كانت نظرتهم لصدام . لأنهم يسترشدون بإمام الإنسانية علي بن أبي طالب - عليهما السلام - (  إن الحق والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال، اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله ) .

2- فتوى السيد السيستاني
بيان السيد السيستاني في دعوته الجهاد الكفائي حدد محاربة ( الإرهاب ) و لم ترد فيه لفظة السنة كما هو ديدن أخوتنا، و هو خطاب موجه لعموم العراقيين للدفاع و تطهير العراق من المرتزقة ، لهذا استجاب العراقيون بعيدا عن المذهبية ، من جهة ثانية ( داعش ) يصنفها حتى علماء السعودية منظمة إرهابية لذا خرج قانون خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -  بتجريمها كمنظمة إرهابية . فالشيعة و السنة متفوقون في هذه الجزيئية التي يتحاهلها الاعلام العربي ،  و مصداقاً لهذا كلمة الدكتور معن الجربا من جدة http://goo.gl/WoSeF6.

و سؤال يفرض نفسه أين ( أخوتنا و أنفسنا ) عندما فجر التكفيريون المجرمون مقام العسكريين بسامراء و سالت الدماء ؟

و سؤال آخر أين ( إخوتنا و أنفسنا ) من موقف السيد السيستاني -حفظه الله - و نجاحه بتهدئة النفوس الغاضبة بقولته  ( لا تقولوا أخواننا السنة  بل أنفسنا السنة ) فلماذا صُمَّت الآذان و جفت الأقلام عن هذا التصريح ؟
 إذن الحقد الطائفي ليس له علاقة ببيان السيستاني . و الأشد مرارة ترى الشيخ القرضاوي  و أمثاله يعلن فتواه صراحة بقتال الشيعة كافة بصفته وصياً على المسلمين و كأن الجيش الصهيوني لا زالت مهمته عمل [ مساج ] للفلسطينيين و مساعدتهم في الزراعة !

3- قناة فدك البريطانية و أهل بيت الأمريكية
 تعالت الأصوات من المراجع و الأسر الشيعية و المثقفين عبر تغريداتهم و كتاباتهم بالتصدي للقناتين ، في وقت قناتي ( صفا ) و ( وصال ) يجاهرون بالتحريض على قتل الشيعة علانية و قذفهم و إخراجهم من الملة http://youtu.be/YR0XwnjjP4A . هذا الحقد و الشحن الطائفي للقناتين ثأراً للعن الصحابة و التعرض للسيدة عائشة .
 
و المفارقة العجيبة أننا لا زلنا نتذكر جيداً أن أعظم ردة فعل  على الفلم الدنماركي الكرتوني ( فتنة ) الذي نشر بالإنترنت سنة 2008 م المسيء لنبينا ﷺ الدعوة لمقاطعة المنتجات مثل : سن توب و جبنة لافاش كيريه ، و ردة الفعل هذه تجاه الدولة المنتجة للفلم فقط ، و أيضاً الفلم السينمائي الأمريكي ( براءة المسلمين Innocence of Muslims ) فلم تجيش الجيوش ، و تطلق قنوات فضائية لمحاربة المسيحين على غرار ( صفا و وصال ) ، و العقل يقول و من باب الإنصاف أن ردة الفعل لقناتي ( فدك ) و ( أهل بيت ) يجب أن تكون تجاه  بريطانيا و أمريكا لإحتضانهما القناتين و أصحابها و ليس على الشيعة أسوة بردة الفعل بفلم ( فتنة ) الدنماركي و ( براءة المسلمين Innocence of Muslims ) الأمريكي .
و من جهة ثانية المعلوم و الثابت تاريخياً أن معاوية بن أبي سفيان سنَّ سب و لعن الإمام علي  - عليه السلام - على المنابر مدة سبعين سنة تقريباً حتى جاء عمر بن عبدالعزيز و رفع السب . فلماذا يتغاضى عن سب الإمام علي و هو الخليفة المفترض طاعته بأمر الله تعالى و محاربته ، إضافة لقتله السيدة عائشة http://alnejah.com/PL/Preview.aspx?   . في وقت تقوم القيامة ليس على أصحاب القناتين بل على الشيعة قاطبة ؟
 
4- الإنتماء الوطني
التكفيريون يجرمون بحق الشيعة بدعوى عدم الانتماء الوطني و بنعتهم بالمجوسية و تارة أخرى بالصفوية إشارة لإيران ، وهم يعلمون جيداً أن الشيعة أكثر ولاء منهم ، كونهم يعملون لأجندة صهيونية همها تمزيق المسلمين لتبقَ الدولة القوية بالمنطقة . و مصداقاً للإنتماء الوطني لم يسجل التاريخ مشاركة للشيعة في حرب الثمان سنوات بين العراق و إيران ، و حالياً نرى الوفود تتسابق للجهاد في العراق و سوريا و يمزقون جوازاتهم الخليجية علانيةً ، بينما لا تجد أي شيعي من الخليج أو المملكة يشارك في القتال بجانب شيعة العراق لأن ولائهم للوطن و يعتزون بجوازاتهم ، و أقولها بثقةٍ  من يلمز الشيعة لا إنتماء له لوطنه ولا يكترث لأوامر القيادة الرشيدة ، و الجدير ذكره أن الشيعة يتواجدون في العراق و سوريا وهم يعلمون أن حياتهم معرضة للخطر في زيارتهم الأئمة - عليهم السلام - فلا يخشوا الموت في زيارتهم  التي يرونها حقاً ، فمن الوطني إذن ؟

5- معاً لأمن وطننا و استقراره
 الشحن الطائفي و زرع الضغينة و الكراهية بين المواطنيين يهدد أمن وطننا،  فينبغي أن نجذر ثقافة الأخلاق  الوطنية المستمدة من روح المواطنة الإسلامية الحقة دون  تمايز ، فحكومتنا تسعى جاهدة لوحدة الوطن و توطيد السلم العالمي ، ففي المناهج الدراسية  ظهرت مصطلحات مثل ( المعارضة من قريش ) بديلاً عن ( الكفار ) حتى لا تتولد مشاعر الكراهية للمسيحين و غيرهم و حسن فعلت ، فحريٌ بنا أن  نقتفِ  هذا  الأثر و نحسن اختيار المصطلحات فيما يختص بأبناء الوطن الواحد و البعد عن كل ما يثير حفيظة الآخر، و التعاون مع الدولة ( هيئة الإتصالات و تقنية المعلومات ) في التبليغ عن المواد المنشورة في وسائل التواصل  التي تسئ لأي مكون حتى يحجب و يحظر مشاهدته ، و أن نكون معاً يد واحدة في التصدي بالحكمة للمفتنين و التكفيرين في شبكات التواصل الإجتماعية .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=47934
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 07 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12