كما تعودنا طيلة السنوات السابقة ان البرلمانيين تعلموا على تلك المهاترات والاساليب العقيمة التي لا تغني ولا تسمن من جوع ولم أرى نوابا بهذا الشكل من التهريج الذي يبعث على التشاؤم الكبير من العملية السياسية فلا زالت بتلك العقلية العجفاء التي لا تريد الخير للعراق والعراقيين .

لا زلنا في مربع المحاصصة العمياء التي جلبت كل تلك المآسي لبلدنا العزيز وقد كنا نأمل ان نغادرها اليوم في هذه الدورة البرلمانية ونعتمد على الاسس الصحيحة لادارة العملية السياسية ونغادر معها تنصيب هذا وذاك من السياسيين في المناصب المهمة في الدولة العراقية وما شاهدناه اليوم في جلسة البرلمان الاولى التي تفتتح الدورة الحالية حالة من المهزلة التي بدت واضحة من خلال ممارسة الكثير من النواب وهم يعودون الى واقعهم في الدورات السابقة بانتهاج الانسحابات من البرلمان على خلفية الصراعات السياسية .

وقد كانت محاولة السيد النجيفي بتأجيل الجلسة نصف من اجل التشاور تعبر عن عمق المشاكل بين الاطراف السياسية وخصوصا بين تحالفهم حول اختيار رئيس البرلمان الذي كما يبدو ان النجيفي يتجرع سم فراق هذا المنصب بعد الاعتراضات على توليه منصب رئيس السلطة التشريعية من قبل اكثر الكتل السياسية بما فيهم القوى المنضوية تحت تحالفهم اتحاد القوى الوطنية الذي كما يتضح لنا انه اتحاد قائم على الاختلاف والتفرقة وليس اتحادا بمعنى الاتحاد الصحيح فالصراع على اشده وهو ما اوقع رئيس السن لمجلس النواب في ورطة قانونية جعلته يختل في ادارة الجلسة لعدم إلمامه الكامل بشؤون ادارة مجلس النواب وفي الوقت نفسه لم يكن من الصحيح ان تقوم احدى النائبات لتطرح قضايا جانبية خدمية خارج سياق الموضوع الذي التأم من اجله البرلمان فجعلت المشادات الكلامية كبيرة وواسعة بينهم فحصلت المهاترات وكأنها مقصودة من اجل تمزيق الجلسة الاولى التي نحتاج فيها الى انتخاب رئيس للبرلمان ومن ثم نتوجه الى انتخاب رئيس الجمهورية الذي يمكن ان يكلف بتشكيل الحكومة التي نحتاج اليها اليوم بشكل جاد بسبب الاوضاع التي نمر بها اليوم في البلد وهو يستباح من قبل عصابات الارهاب الدولي المنظم وما يخطط لعراقنا من قبل هؤلاء ، كل شئ يحصل على الارض وبرلماننا يختلف بهذا الشكل وكأننا أمام العودة الى أبجديات الخلاف القديم الجديد بين الكتل والنواب والعرقيات .