اي نظرة موضوعية تقول لك التآمر هو السبب الاول وليس الاقصاء
لا شك ان الاقصاء هو كلمة حق يراد بها باطل وستار رفعه المتآمرون لتغطية جرائمهم وتحقيق اهدافهم
فالعراق بعد التغيير الذي حدث في 2003 بدأ العراقيون مرحلة جديدة حيث تحول
من العبودية الى الحرية
من احتلال العقل وتقييد الكلمة الى حرية العقل وحرية الكلمة
من حكم الفرد العائلة المنطقة الى حكم الشعب بكل اطيافه واعراقه واديانه وافكاره ومناطقه
يعني العراقيون بعد التغيير التحرير الجميع يحكمون والجميع يطرحون ارائهم يعارضون وينتقدون ويرفضون ويقبلون بحرية وبدون ضغط واكراه وفق النسب لكل مكون لكل مجموعة سياسية اجتماعية دينية عرقية فكرية
هناك دستور وهناك مؤسسات دستورية وهناك منظمات المجتمع المدني وهناك صحافة حرة تتمتع بحرية الى درجة الفوضى
المشكلة اننا للاسف ليس لدينا القدرة على استخدام هذه المؤسسات لاننا دون مستواها وهذا هو السبب في ما يحدث من سلبيات ومفاسد وصراعات واختلافات مثل شخص جاهل يمنح هاتف جوال حاسبة لا يعرف كيف يستخدمها
لا شك ان العراقيين غير مهيئون لبناء مجتمع حر ديمقراطي فمن اسس الديمقراطية وقيمها واخلاقها هي احترام القانون الدستور ارادة الشعب واحترام الرأي الاخر للأسف هذه القيم الانسانية لا نفهمها ولا زلنا دون مستواها لا زالت القيم الحيوانية هي الغالبة والمسيطرة لا تزال العقلية البدوية العشائرية المتخلفة هي التي تتحكم في النخبة السياسية من كل الاطراف فاصبح كل طرف يحاول ان يحصل على الحصة الاكبر بكل طريقة من الطرق وبأي وسيلة من الوسائل بطريق القوة والخروج على القانون
لهذا على النخية السياسية ان تلقي القيم البدوية والعشائرية الحيوانية وترتفع الى مستوى القيم والاخلاق الديمقراطية الانسانية ومن اهم اسس القيم والاخلاق الديمقراطية الالتزام والتمسك بالدستور بالقانون بارادة الشعب احترام الرأي الاخر الثقة المطلقة بالاخر
فالقيم البدوية والاخلاق العشائرية هي السبب التي جعلت القوى السياسية بعضها لا يثق ببعض بل بعضها يخاف من بعض وحتى بعضها يتآمر على البعض والضحية في كل ذلك الشعب العراقي في حين الكاسب الوحيد هي النخية السياسية بكل اطرافها يعيشون حياة مرفهمة منعمة ويتمتعون باوسع مباهج ولذائذ الحياة كل شي بيدهم ولهم وبامرهم لهذا فانهم يفضلون هذه الحالة اي حالة الفوضى
الحقيقة يمكننا القول لا يوجد اي فئة اي جهة اي قومية اي دين اي طائفة مهمشة الجميع مشتركة في الحكم في الرأي وعلى كل المستويات وفي جميع المجالات المختلفة وكل حسب استحقاقه
فالانتخابات حرة لكل عراقي الحق في الترشيح وفي الانتخاب الا اولئك الذين يرفضون الدستور والعملية السياسية السلمية واحترام ارادة الشعب
كما لكل محافظة محافظها وحكومتها الخاصة ومجلس محافظتها المنتخبة من قبل ابناء المحافظة نفسها فكل محافظة تدار من قبل ابنائها انفسهم
كما ان هناك مجالس محلية لكل قضاء لكل ناحية منتخبة من قبل ابناء كل قضاء وكل ناحية
وهذا اكبر دليل على ان العراقيين جميعا يشاركون في الحكم وليس هناك فئة اوجهة مهمشة او مقصية كما تهرج وتطبل ابواق ومزامير اعداء العراق وخاصة العوائل المحتلة للجزيرة والخليج وعلى رأس هذه العوائل الفاسدة ال سعود وال ثاني
لا شك ان المسيرة الديمقراطية في العراق والسير في بناء عراق ديمقراطي تعددي ازعج واقلق الكثير من الحكومات الدكتاتورية وخاصة التي تحتلها عوائل فاسدة مثل ال سعود ال ثاني ال خليفة فهؤلاء ادركوا الخطر المحدق بهم من المسيرة الديمقراطية فنجاح العراق يعني ازالة حكم هذه العوائل الفاسدة لهذا ليس امامهم الا افشال العملية السياسية في العراق وعودة العراق الى حكم الفرد بل الى حكم العوائل شبيه بحكم العوائل في الخليج
وبما انهم لم يجدوا وسيلة غير نشر الطائفية والعنصرية ومن ثم الحرب الاهلية والتباكي على السنة الذين يتعرضون للابادة على يد الشيعة والحقيقة ان الشيعة هم الذين يتعرضون للابادة على المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية بدعم من ال سعود والثاني
لهذا يمكننا القول ان انهيار الجيش العراقي امام داعش كان ورائه مؤامرة خارجية وداخلية شارك فيها ال سعود ال ثاني اردوغان واطراف داخلية البرزاني علاوي النجيفي بتخطيط متقن اخذ وقت وجهد كبيرين
في الوقت نفسه اهمال الحكومة العراقية وقادة الاجهزة الامنية وتقصيرها وخيانة بعضها انشغلت بمصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية وتركت الشعب والوطن بيد اعداء الشعب العراقي لا شك ان هذا الاهمال والتقصير سبب اساسي ومهم في انهيار الجيش العراقي امام داعش
|