تعقد جامعة الدول العربية اليوم الأحد اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين، لمناقشة تطورات الأوضاع في العراق، والتباحث بشأن آليات الخروج من المأزق الراهن، بعد تلويح ثوار العشائر بالزحف نحو بغداد، التي لم تعد تفصلهم عنها سوى 100 كلم من شمالي العراق.
وأكد مصدر مطلع لصحيفة “العرب” أن اجتماع المندوبين يمكن أن يتبعه اجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية العرب، ودراسة إمكانية عقد قمة عربية طارئة لدراسة الموقف وما يتطلبه من إجراءات عاجلة، للحفاظ على وحدة العراق ومنع تفتت أراضيه.
وكان الاجتماع غير العادي للمندوبين في القاهرة مخصصا للبحث في تنفيذ قرار قمة الكويت الخاص بدعم لبنان، والذي أكد على الدور الوطني للجيش اللبناني والقوى الأمنية في الحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي، وضرورة تعزيز القدرة لتمكينهم من القيام بمهامهم الوطنية، إلا أن التطورات المتلاحقة على الساحة العسكرية فرضت نفسها، ومنحت العراق أولوية متقدمة في جدول الأعمال.
من جهة أخرى، أكد السفير بدر عبدالعاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، في تصريحات صحفية أن الوضع في العراق مقلق للغاية، مشيرا إلى أن نبيل فهمى وزير الخارجية يتابع ما يجرى على الساحة هناك. وأوضح أن مصر مع الوحدة الكاملة للعراق، وتبذل جهودا دبلوماسية للوصول إلى ذلك، وأنها تجري مشاورات مكثفة مع عدد كبير من القوى الإقليمية وتدرس الخيارات السياسية المتاحة مع دول الخليج الصديقة.
وكان السفير ناصر كامل، مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية، أنهى زيارة للعراق يوم الخميس الماضي، التقى خلالها مسؤولين عراقيين وممثلي قوى سياسية مختلفة، وبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، ليصدر إثر ذلك بيان للخارجية أن القاهرة تتابع الوضع في العراق بكثير من الاهتمام، وأنها تحرص وتهتم بالحفاظ على الدولة العراقية وعلى سيادتها ووحدة أراضيها، وتدعو كافة القوى السياسية والمجتمعية لحل الخلافات، لبناء دولة قوية جامعة لكل أبنائها، حتى يتسنى لها مواجهة قوى التطرف وصيانة مفهوم الدولة القومية في العراق ومنطقة المشرق العراق.
في إطار بحث ردود الأفعال عمّا يحدث في العراق وانعكاساتها الإقليمية حذر الداعية الكويتي شافي سلطان العجمي من إمكانية استغلال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) للوضع العراقي والسوري المنفلت للتمدد في الكويت وغيرها. |