لم تكن اغلب الوجوه التي برزت في ساحات ما يسمى باعتصام المتظاهرين في الانبار وسامراء بالوجوه الوطنية التي تنشد مطالب تمثل الطبقة الفقيرة والمحرومة في تلك المناطق وانما كانت غطاءا على تحركات الكثير من المسلحين وقادة التنظيمات الارهابية في المناطق الغربية التي أرادوا من خلالها ان يؤسسوا لتلك الولايات التي يسمونها بالاسلامية وعودة الجهل المركب من كهوف افغانستان واليمن وصحراء الجزيرة التي يراد لها ان تؤدلج في عراقنا الغالي لأنهم يعتبرون ان قيام الولايات الاسلامية ينطلق من العراق خصوصا عندما يجدون الحواضن الكامنة لهم والتي
تعينهم على ذلك وعلى اختلاف مشاربهم السياسية والعشائرية فما عاد الامر واجب السكوت كما مراعاة القيم العشائرية لبعض الشرفاء منهم فهؤلاء ايضا يتعرضون لقسوة تلك التنظيمات من قتل وتصفيات يومية لهم ولعوائلهم .
فالعديد من الواجهات االسياسية التي نرها اليوم تتقافز على الساحة العراقية هي من الداعمين لتلك العصابات الاجرامية وهم من أسس لهم تلك الخيام وأوكار الشر وهناك الاعلام القبيح الذي يثقف لهؤلاء ويعمم نشاطاتهم ويغطي عملياتهم وبعض الاعلام الاصفر يغطي خطابات الكثير من السياسيين الذين يدافعون بشكل او بآخر عنهم حيث لم يمضي ثمان واربعين ساعة على جعجعة المعتوه علي حاتم السليمان في قناة صفراء لم تكن أقل وضاعة من ألفاظه السيئة التي استخدمها في احدى برامجهم حيث كانت سوقية حد الاستفراغ لكنها في الجانب الاخر اوعزت بشكل واضح الى كلابهم في
المناطق الغربية من عناصر داعش لضرب مدينة سامراء والدخول الى مناطقها من اجل التخفيف عن مناطق الفلوجة التي اصبح فيها توابعهم من التنظيمات الارهابية مثل الكلاب السائبة في جحورها تحت ضربات الجيش والقوى الامنية .
لذلك اصبح يقينا على عراقي ان يعتقد ان تلك الخيام وتلك الساحات لم تكن سوى معاقل لتجمع الارهابيين ورسم المخططات لقتل الكثير من العراقيين ولا نغالي اذا قلنا انها خرجت من بين اجنحتها احد النواب الفائزين في البرلمان الجديد وهو ناجح الميزان الذي يحمل مخططا كبيرا وقد صرح عنه علنا في نفس القناة فلا بد من وقفة لنعرف الى اين يسير بنا مركب العراق.
|