مبروك لمصر التي فازت , وانتصرت , فانتصر العرب على الديمقراطية المستوردة , ووضعوا الأسس العربية الوطنية الصالحة للمعاصرة والإرتقاء والتحدي والعزة والكرامة.
مصر العروبة والحضارة ذات الإمتداد الطولي العميق , والإتساع الثقافي والفكري العريض , تبسط بجناحيها على الأرض العربية , وتحلّق بالشعب العربي في فضاءات الرقاء الإنساني الوهاج.
مصر أعادت للعرب قيمتهم ودورهم , وللعروبة طعمها , وللدين صدق رسالته وأصالة معانية , وقيمه وأخلاقه السامية التي جعلته دينا للناس كافة.
مصر تصنع الأمل العربي المسؤول الواعي , المتصل بالجد والإجتهاد والعمل الإبداعي المنير.
فالعمل هو الأمل.
والديمقراطية إرادة جماهيرية حرة في دولة ذات كرامة وسيادة , وجيش وطني قوي أبي عزيز.
فالديمقراطية لا تصنعها الفئويات والأحزاب المنغلقة المنطوية في صناديق السوالف والغابرات.
الديمقراطية تصنعها إرادة الشعب الواعية المؤمنة ببناء حاضرها والإنطلاق إلى مستقبلها.
وما يحصل في مصر سيكون المنار العربي الديمقراطي , الذي ستحذو على خطوه الأجيال العربية في هذا القرن الذي أريد لهم أن يكونوا فيه أباديد.
فمصر المنتصرة على الديمقراطية المستوردة والدين المستورد , هي التي أنقذت العرب وحررتهم من قبضة الويلات والتداعيات , وأعادت إليهم قدراتهم وشعورهم بالقوة والإيمان على أنهم يمكنهم أن يقرروا مصيرهم.
إنتصرت مصر فانتصر العرب!!
وكان للمشير السيسي دوره الحضاري الثوري العروبي الإسلامي المقدام , حيث دفعته الغيرة الوطنية العربية الإسلامية لتحمل مسؤولية التغيير ¸والتحدي والمغامرة والإنقضاض على ما حصل من تفاعلات لتأكيد ما هو مستورد , وتحقيق ما يساهم في تدمير الدين والعروبة والوطن.
فكانت خطوته الشجاعة ذات قيمة إنسانية وإرادة وطنية عربية , غيّرت مسار الحالة القائمة في الدول العربية الساعية للديمقراطية.
ونتمنى أن يقدم القدوة الأخلاقية اللازمة لترسيخ القيم الديمقراطية العربية الأصيلة الثابتة , فالأمم بأخلاقها , وعندما تتوطد الأخلاقيات تحقق الأمم أهدافها.
وعندما ينجح في ذلك , فأن القضايا الأخرى والتحديات سيتمكن الشعب من مواجهتها وحلها وإبتكار الأجوبة الراجحة عليها.
ونتمنى أن يكون أول رئيس مصري سابق بإختياره , وليس بالإجبار , فالمسيرة المصرية الجمهورية تشير إلى أن جميع الرؤوساء قد إنتهوا إلى حيث لا يسعدهم , حتى الرئيس جمال عبد الناصر , غاب ومرارة الهزيمة في فمه , والسادات قتلوه , ومبارك عزلوه , ومرسي خلعوه.
ولا بد لهذه الدوامة أن تتوقف , وما على السيسي إلا أن يقدم المثل الديمقراطي الصالح , ويصنع أمة ذات إرادة وقوة ومصالح!!
مبروك لمصر ملحمتها الديمقراطية المثقفة الواعية الأصيلة , التي أوجدتها بإرادتها الحرة الأبية القوية.
وعاشت مصر أمّ الدنيا العربية!! |