• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مع الجويهل محمود الصرخي حول التولي والتبري الحلقة الرابعه .
                          • الكاتب : ابواحمد الكعبي .

مع الجويهل محمود الصرخي حول التولي والتبري الحلقة الرابعه

 قلنا أن يكون النيل المرتد؛ من المخالف الجاحد المعاند، لا الجاهل، فمع علمه بحرمة الله تعالى وحرمة أوليائه عليهم السلام؛ إلا أنه ينال إذا نلنا. وبعبارة أخرى، إن نيلنا منه أوممن يعتقد به يجعله يعدو بعلم، لا بغير علم، فهذا امرئ غير قابل للهداية، جاحد معاند، عدو،

فالنيل منه أو ممن يعتقد به لا يشكل حائلاً لهدايته وإن أدّى إلى أن يقابلنا النيل، لأنه عالم بالإثم الذي يفعله. فلا حرمة لنيلنا في هذا الفرض أيضاً، وعلى هذا شاهد من سيرة أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فإنه هو الذي بدأ بلعن معاوية وأصحابه، فقابله هؤلاء باللعن، وتلك حقيقة لا يعرفها معظم الناس بل معظم الخطباء! فالخطباء على منابرهم يهاجمون معاوية وبني أمية لأنهم سنّوا للناس لعن أمير المؤمنين وأهل البيت عليهم السلام، إلا أنهم لا يعلمون أن الذي دفع معاوية وبني أمية إلى ذلك هو أمير المؤمنين (عليه السلام) نفسه! فلولا أنه بدأ بلعنهم لما ردّوا عليه باللعن وطال ذلك ثمانين عاماً!

روى الطبري وكذا البلاذري ضمن ما جرى بعد التحكيم: «وانصرف أهل الشام إلى معاوية فسلّموا عليه بالخلافة وبايعوه، ورجع ابن عباس وشريح بن هانئ إلى علي بالخبر، فكان علي إذا صلّى الغداة قنت فقال: اللهم العن معاوية وعمرا وأبا الأعور وحبيب بن مسلمة وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد والضحاك بن قيس والوليد بن عقبة. فبلغ ذلك معاوية، فكان يلعن عليا والأشتر وقيس بن سعد والحسن والحسين وابن عباس وعبد الله بن جعفر»!(تاريخ الطبري ج4 ص52 أنساب الأشراف للبلاذري ص351)

وروى نصر بن مزاحم: «كان علي بعد الحكومة إذا صلى الغداة والمغرب وفرغ من الصلاة وسلّم قال: اللهم العن معاوية وعمراً وأبا موسى وحبيب بن مسلمة وعبد الرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد بن عقبة. فبلغ ذلك معاوية فكان إذا صلى لعن عليا وحسنا وحسينا وابن عباس وقيس ابن سعد بن عبادة والأشتر»!(شرح النهج لابن أبي الحديد ج2 ص260 عن وقعة صفين لنصر بن مزاحم)

وبطبيعة الحال انقسمت الأمة إلى قسمين يلعن كل واحد منهما رموز الآخر! فالشيعة من أهل الكوفة اقتدوا بإمامهم علي (عليه السلام) فكانوا يقنتون بلعن معاوية وأصحابه، والمخالفون من أهل الشام اقتدوا بإمامهم معاوية (لعنه الله) فكانوا يقنتون بلعن علي وأهل البيت (عليهم السلام) وأصحابهم!
يقول الشافعي في كتابه الأم:

«إن عليا رضي الله عنه قنت في حرب يدعو على معاوية فأخذ أهل الكوفة عنه ذلك، وقنت معاوية بالشام يدعو على علي رضي الله عنه فأخذ أهل الشام عنه ذلك»!(الأم للشافعي ج7 ص140)

ويقول ابن حجر العسقلاني في كتابه الدراية: «أهل الكوفة إنما أخذوا القنوت عن علي، قنت يدعو على معاوية حين حاربه، وأهل الشام أخذوا القنوت عن معاوية، قنت يدعو على علي»!(الدراية في تخريج أحاديث الهداية لابن حجر العسقلاني ج1 ص196)

تتمة الموضوع تأتي تأبعونا في الحلقة القادمه




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46567
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12