كل ما يرجوه المواطن من هذه المعركة الطاحنة التي خاضها في عملية الانتخابات هو ان يجد الأحسن والمخلص وصاحب الضمير الوطني الحي لأنه مل من الوعود والكذب الذي أرهق أعصابه وأتعبه لسنين مضت قتلت لديه كل طموحاته وأماله وفي ظل الترقب الحذر الذي يسود الشارع العراقي وتطلعات الناخبين وأمنياتهم بانتظار ما ينبثق عن الاجتماعات المختلفة الثنائية والثلاثية ..الخ والاستفهامات للكتل السياسية من اتفاقات حول تشكيل الحكومة وشكلها ورئاسة الوزراء فهناك الكثير من الابهامات والتساؤلات المطروحة في الشارع تنتظر ما سوف تخرج به وما تؤول إليه بعد إعلان نتائج الانتخابات من قبل المفوضية العليا وما يتمخض من قرارعن المحكمة الاتحادية من رأى نهائي بالنتائج والأبصار شاخصة ومطالبة للإسراع في التشكيلة الوزارية وبأقرب وقت ووفق رؤى وطنية بحتة لأن ظروف البلاد لاتساعد على المزيد من إضاعة الوقت لحساسية المرحلة وتكالب قوى الشر ضد بلدنا العراق أرضا وشعباً وإنصاف تضحياته بحضورة والمشاركة في الحضور لصناديق الاقتراع و لتشكيل حكومة متجانسة قوية ووضع الأسس الصحيحة لدولة متحضرة والمرحلة تتطلب من القوى الوطنية الوقوف بشكل جاد وحازم لطي صفحة معتمة من صفحات الماضي وليكونوا يداً واحدة لمجابهة الاخطار المحدقة التي قد تعصف بالبلد ومستقبله ..لقد اشتركت كل القوى والكتل السياسية الموجودة على الساحة العراقية في ادارة الوطن وكل حسب قدرته ولايمكن ان تكيل الاتهامات الجزاف بعضها للبعض الاخر بعدم وجود دور لها مهما كان ذلك صغيراً اوكبيراً في الحكومة السابقة.والسؤال الاهم الم يكن لتلك الكتل وزراء يشاركون في جلسته ولهم دور لإمرار القرارات ؟الم يطبخ مجلس النواب القوانين ؟ الم تكن لتلك الكتل والأحزاب وكلاء ومدراء عامين ومستشارين في دواوين الوزارات والدوائر المهمة والهيئات المستقلة بالمحاصصة؟لماذا لم تسحب تلك القوى وزرائها ومسئوليها من الحكومة إذا كانت معترضة بأدائها ؟ وكل يتبرء اليوم من عملها ومسؤوليتها في المجلسين المذكرين .لايمكن من أن يتحمل شخص واحد المصائب التي حلت بالبلد وكل يغني على ليلاه وتقتسم الخيرات بعيداً من أن يقدم شيئا للجماهيراولياء النعمة .وفشل المرحلتين الماضيتين في إدارة الدولة لاشك سببها المحاصصة والمحاصصة فقط فيما العلاج الأمثل لادارة الوضع السياسي القادم في العراق إذا ما كانت النوايا حسنة وسليمة وبروح مواطنة بعيداً عن الطائفية والقومية هي الأغلبية السياسية لتجاوز الإخفاقات السابقة وهي ستكون حكومة راشدة ومؤثرة ويؤيد فشل النظام السياسي المبني على المحاصصة الطائفية والشراكة الوطنية لانها ستولد قوى ومعارضة قوية أخرى مقابلة لها لاصلاح الخلل وسط حجم التحديات الكبيرة في البلد والتي لاتزال تخطط لزعزعة امن العراق بالاستعانة بالبعثيين والقاعدة لفرض أجنداتها والتي تحتاج إلى قوة وإرادة صلبة لمواجهتها ولتجد الحكومة نفسها أمام مسؤولية بشكل مباشر في عملية تحريك مفاصل الدولة وانتخاب الرجل المناسب في المكان المناسب ويمكن التغييرومحاسبتها بكل سهولة ويسر داخل البرلمان بعد مقاضاتها وبيان مكان الخلل ورغم ان بعض الأطراف السياسية لم يرق لها هذا التوجه وتصعّد من لهجتها الرافضة لهذا الخيار الشعبي إلا ان الامور لازالت في بدايتها ويجب التفكير الجدي والمحسوب بالامروارسال رسالة اطمئنان للشعب برؤية صادقة ووضع الأسس التي سوف يتم بناء الدولة القادمة عليها ورفع شعارات بعيدةً عن التحزب والفئوية والمصالح الشخصية وتؤكد الهوية الوطنية والمصلحة العامة والابتعاد عن الخلافات الشخصية والعرقية والنزعات الطائفية ، وعليه الاهتمام بالوطن وأبنائه وإنقاذه من الانحراف والفساد واللامسؤولية التي استشرت في مفاصله واخترقت أركانه وحصاناته وأربكت الكثير من مسارات الخدمات الإستراتيجية …