• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عطر الجريدي! .
                          • الكاتب : وجيه عباس .

عطر الجريدي!

لم يدر بخلد حجي عبود أن يتم توقيفه بتهمة خطيرة لها الاثر الخطير على النظام العام في البادية،الأمر الذي كان قرار استدعاء قوات سوات على المحك، يتذكر انه جلس صباحا وتناول فطوره...هيه كَرصة خبز وشاي وبس...صعد بسيارته في سبيل السفر الى محافظة البصرة، الطريق الواصل بين النجف والبصرة يمر على محافظة ذي قار...البادية الرملية تجعله اشبه ببحر رملي متحرك...ابن الطراكَـ هوه وكت وصيف وانته نايم بالتوقيف بسوق الشيوخ؟!...كل شيء تصوره عبود بذهنه القاصر الا أن... يدهس بعيراً وجعله يتلفظ انفاسه الأخيرة تحت سيارته الطايح حظهه!.

إمصيول الراعي يحمل كل عشائر الكورونا في ملابسه، يتذكر انه منذ ثلاثة اشهر اغتسل مرة واحدة...حين تقترب منه تؤمن ان جريدي اسود مدفون في جيب قبوطه...الله لاينطيك حجي عبود على هاي السالفة الغمة...صيف ورمل متحرك وبعير شهيد تحت عجلات سيارتك...وراعٍ يركض خلفك وكأن فريد الاطرش يركض خلف هند رستم...هند رستم بضحكتها الاسطورية ومؤخرتها النووية تهتز أمام عيني فريد الاخرس خشية أن يهفها بتوثية على رأسه...البعير لم يكن يعرف خطوط العبور الا على انها خطوط حمار وحشي ممطول في نصف الشارع الذي اخفاه الرمل المتسرب من اليمين الى اليسار بفعل الرياح...البعران فرسان البادية مثلما حمد القطري بعيرها الأمير...لم يشعر البعير بخفة جسده الا حين لطمه عبود قاهر البعران في البادية...طار البعيرولم يصدّق خفة وزنه وكأنه استلم جلاقا نوويا اين منه هدف عدنان درجال في دورة مرديكا...عبود "مردك" البعير واطاره سبعة امتار ليسقط صريعا وهو يرى حليب أمه يخرج من انفه...هكذا اسلم البعير المسكين روحه بين الرمل وبين تايرات سيارة حجي عبود...ميتة لاتشرف حتى كلبا سائبا!.

حجي عبود استيقظ من حلم كارثي وهو يرى بعيرا مراهقا يعبر الرمل امامه...نزل من السيارة وهو غير مصدق لعينيه وهو يرى جبلا من اللحم حرمه من الصلب على شيش كص في مطعم محترم...لم يتفاجأ حجي عبود الا بالراعي وهو يهرول خلفه مثل فريد الداعشي وهو يتصور حجي عبود احد قادة الكتل السياسية ...ركض خلفه كما يركض فريد خلف هند رستم...مؤخرة حجي عبود التصقت ببنطلونه فيما كانت التوثية ترتفع وتهبط على جسده والراعي يصيح به:

-هذا البعير يسوه شاربك!

تذكر حجي عبود انه حلق شاربه قبل خمس سنوات ولم يتذكره الا حين وجد هذا البعير يسوه شاربه...عبود خلّص روحك وطز بشاربك!.

عبود الان يرقد في مستشفى الناصرية متأثرا بالطراكَات التي تلقاها من بطل العالم بالرعي، بينما تم توقيف امصيول الراعي في السجن لشروعه بقتل حجي عبود غسلا لعار البعران، الامر الذي جعل الموقوفين في مديرية شرطة سوق الشيوخ الى الاعتصام عن الاكل الا بعد تنفيذ مطاليبهم بإخراج امصيول من التوقيف خشية ان يفارقوا الحياة بسبب عطر الجريدي الذي لايفارق ملابسه!!.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46233
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13