• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لعبة الفقراء!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

لعبة الفقراء!!

معظم القادة والحكام والساسة , لا يخطر على بالهم الفقراء , لأنهم الضعفاء , والممسوكون من أعناقهم وأفواههم , وهم حطب الحروب وضحايا الويلات والصراعات.
 
فهل وجدتم أسدا تهمه الغزلان الجائعة فيرأف بها؟
 
إن الذي يجري في هذا العالم , هو الذي يجري في سوح الغاب , حيث التفاعلات المحتدمة الصراع وبلا إنقطاع أو هوادة.
 
 ومن العجب أننا نكتب عن لماذا لا يهتم الساسة بالفقراء والمساكين والمحتاجين وغيرهم من الناس المستضعفين , وكأننا نتوقعهم سيحاربون الفقر ويقللون عدد الفقراء!
 
وفي شبكات التواصل الإجتماعي الكثير من أصحاب الكراسي يرسلون صورا لأناس في أرزء الأحوال , وكأنهم يريدون الظهور بأنهم من أنصار الفقراء خصوصا عندما تكون الإنتخابات على الأبواب , وتحتار في أمرهم , وهم أصحاب القرار وبيدهم المفتاح والحل.
 
إن لعبة الفقراء يستخدمها الساسة لأغراض دعائية لا غير , فلا علاقة لهم بالفقر والفقراء , لا من بعيد ولا من قريب , ولو صح إدعاؤهم لتناقص عدد الفقراء ولعمّ الرخاء في بلاد تطفو على بحر من النفط.
 
إن القضاء على الفقر لا يحققه إلا الفقراء أنفسهم , عندما يتحررون من التبعية ويؤمنون بحقوقهم , ويُفعِلّون إرادتهم الإنسانية الواعية المتواكبة مع مفردات العصر , أما أن يتواصلوا بدورانهم في حلقة مفرغة من الخنوع والخضوع , والقبول باستخدامهم وتسخيرهم لغايات في نفوس الكراسي , فهذا يساهم بزيادة عددهم , لأنهم المادة الدسمة لتنمية الأعشاب الضارة والأدغال اللازمة للتضليل والخداع , وإمتلاك الناس.
 
ويبدو أن مَن يسمون أنفسهم ساسة , يعزفون على أوتار الفقر والفقراء , لأنهم أسهموا وبجدارة في زيادة نسبتهم ومعاناتهم وقهرهم وإستلابهم , ولا بد من خداعهم لضمانهم قبل أي إنتخاب!!
 
إن معزوفة الفقر والفقراء أزلية أبدية ولن تنتهي , لأنها مادة نافعة للذين يمتهنون السياسة ويدعون الدين , فانظروا كم من الفقراء المدقعين حول بيوت الله التي يتردد فيها كلامه وتعاليمه وقيمه التي جاءت على لسان أنبيائه ورسله!!
 
أيها الفقراء , حرروا أنفسكم من أصفاد الفقر , فلكم الحق المطلق بحياة حرة كريمة راضية , فأنتم أصحاب الثروة الحقيقيون , وغيركم سراقها , فلا تصدقوا سياسيا واحدا , ولا تثقوا بكراسي الجاثمين على صدوركم أجمعين!!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=46145
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 05 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12