هذه الآية الكريمة تتحدث عن نبي الله موسى \" عليه السلام\" بعدما غرق فرعون وزمرته في اليم ، وحان لقاءه \" عليه السلام \" بربه عز وجل ، استخلف أخاه هارون على بني اسرائيل ونصحه بأن يُصلح ولايتبع سبيل المفسدين! !
عندما نتتبع آثار بني إسرائيل وحكاياهم ، نجد أنهم متمردون على أنبيائهم وتعاليمهم ، محاججون يتميزون باللجاجة والصلافة ، وأحد أسباب ذلك هو مكوثهم في دولة الظغيان والإستبداد المتمثلة بفرعون واستعباده لهم .
هذه الآية المباركة استشهد بها أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب \" عليه السلام \" حينما كان يتحدث فيه نفسه حيث قال: إن الله تبارك اسمه امتحن بي عباده ، وقتل بيدي أضداده ، وأفنى بسيفي جحّاده ، وجعلني زلفة للمؤمنين وحياض موت على الجبارين .... إلى أن قال \" عليه السلام \" ، فقال \" صلى الله عليه وآله وسلم \" - أي النبي محمد - وقد حشر المهاجرون والأنصار ، وانغصت بهم المحافل : أيها الناس إن عليا مني كهارون من موسى ، إلا أنه لانبي بعدي.
فعَقل المؤمنون عن الله نطق الرسول ، إذ عرفوني أني لست بأخيه لأبيه وأمه ، كما كان هارون أخا موسى لأبيه وأمه ولاكنت نبيا فأقتضي نبوة ، ولكن كان ذلك منه استخلافا لي كما استخلف موسى هارون حيث يقول. : \" اخلفني في قومي وأصلح ولاتتبع سبيل المفسدين\"
لو نأتي ونعقد مقارنة بين بني اسرائيل وبين قريش ، قد لانجد فارقاً !!
فقريش كذلك كذبت النبي المرسل \"صلى الله عليه وآله \"وناوئته،وآذته حتى قال كلمته المشهورة \" ما أوذي نبي مثل ما أوذيت \" واستعدت حقه وحق خليفته أمير المؤمنين \" عليه السلام\" ولم تقبل الحق وإن قبل به بعضهم ، نفاقا وطمعا ، فكما نصح نبي الله موسى أخاه هارون ، كذلك كانت نصيحة النبي الخاتم \" ص\" لأخيه علي \"ع \" أن يصلح ولايتبع سبيل المفسدين.
بعض الجوانب التي تأملت فيها ، واستنتجتها من الآية المباركة ، أنار الله قلوبنا وأرواحنا بالقرآن ومعارفه ، ونسألكم الدعاء جميعا. |