اختص بعض من أولئک الأعلام بجانب مهم اشتهر به في عصره من خلال تبحره وتميزه في ذلک المجال أکثر من غيره ، کمن أوقف نفسه للدفاع عن الإسلام وحصونه والترصد لرد هجمات الکفار والأعداء المغرضين ، ودفع زيف الحاقدين على الإسلام ومذهب أهل البيت عليهم السلام ، وبيان أحقية أتباعهم ورصانة ومتانة معتقداتهم .
کان هناک من عمل جهده في التخصص في مجال الإفتاء والقضاء وبيان مسائل الحلال والحرام وتأليف المصنفات ، کما عمل آخر باهتمام في الجانب الأخلاقي لتقويم سلوک الناس وتهذيبهم ورعاية شؤون الأمة ومساعدة الفقراء والمحتاجين منهم ، فيما کان غيره مهتماً بالتدريس وتربية الأجيال ، وهکذا .
إلا أنه کان يبرز بين فترة وأخرى من بين أولئک الأعلام من يوفق للخدمة والعطاء في أکثر من جانب ، فيجمع له بين التفوق العلمي فقهاً وأصولاً وثني وسادة الزعامة للمرجعية ، مع تبحره وتخصصه في أکثر من فن ، ولم يمنعه ذلک من التعمق في العلوم الأخرى والتأليف والتدريس مع ما يقدمه من نظريات مبتکرة جديدة في مختلف الميادين التي يخوض غمارها ، مضافاً لاهتمامه بالجوانب الاجتماعية ورعاية شؤون الأمة ومصالحها .
ومن هؤلاء المرجع الكبير الشيخ بشير حسين النجفي دام ظلة
يمتاز سماحتة بمنهج علمي متميز وأسلوب خاص به في البحث والتدريس ، فقد جمع حوله أعدادا کبيرة من طلبة العلوم الدينية والأساتذة اللامعين ينتمون
إلى بلدان العالم المختلفة ، فأن هناک طلاب من سوريا ولبنان والأحساء والقطيف والبحرين والکويت وإيران والباکستان والهند وأفغانستان ودول شرق آسيا وأفريقيا مضافا إلى الطلبة العراقيين ، يصعب حصرهم وتعيين أعدادهم وبيان مقامهم العلمي ودورهم في الساحة الإسلامية عموما .
حفظه الله تعالى ومتع المؤمنين بطول بقاءه |