كثيرة هي التضحيات التي يقدمها المواطن, لكي يصل المسؤول الى سدة الحكم فالشعب في خدمة المسؤول, وهذه السياسية العقيمة والشعارات البائسة يستخدمها الطغاة وصناع الدكتاتورية, وبالنسبة للمسؤول مبدأ الغاية تبرر الوسيلة هو المنهج المتبع لدى معظم الساسة.
الكرسي هو الهدف والشعب هو الضحية, معادلة مغلوطة مشوهة تبيح لتجار الدم العبث بمصائر ومقدرات البسطاء, فمهما كانت الوسائل المستخدمة غير شرعية أو قانونية, سيلجأ المسؤول الى أستخدامها, فالقانون يمكن تغييره بأية لحظة فتحذف قوانين, وتضاف قوانين, في التو واللحظة بما بلائم مزاج أصحاب المعالي, وحسب رؤيتهم طبعاً, فيمكن أن تطبع مجلدات من تتضمن قوانين مستحدثة, تشمل أستثناءات وعقوبات , عفواً أو تكريم, وما الى ذلك من مزاجيات رأس الهرم في السلطة.
الأنتخابات ذلك الباب الكبير الذي يفتح على مصراعيه, تدخل منه رياحٌ محملة بأنواع المفآجات التي تتسارع, وتيرتها كلما أقترب موعد الأنتخاب صراعات على مختلف الجبهات, تهديدات, مهاترات, عطايا وهبات وقرارات متلاحقة, كل منها يدفع الناس ثمنه من دمائهم ودماء أبنائهم, حتى أن أياديهم باتت ملوثة بالدم, ولانعلم كم سيستمر تقديم القرابين؟ ومتى ستنتهي تلك المقصلة التي تحصد مزيدا من الرؤوس لكي يصل المسؤول الى هدفه؟ حتى أن صناديق الانتخابات ستملأ بالدم بدلاً من الحبر وكان أسمائهم يجب أن تكتب بدماء الابرياء من أبناء هذا الشعب.
كل طريق سيؤدي الى زيادة الأصوات, سيسلكه المسؤول حتى لو اضطر للتحالف مع الشيطان نفسه, قرار إعادة البعثيين ومن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء احد الطرق التي يراهن عليها البعض للتحقيق الفوز في الانتخابات, وقد تطلب الأمر صياغة قوانين جديدة تتضمن إعفاءات و تستثني البعض المشمولين بقرارات الاجتثاث لان صاحب المعالي قد رضي عنهم وقرر أن يشملهم بعطفه
كنا نتمنى أن تصاغ الاستثناءات, والقوانين لخدمة الفقراء وتحسين واقعهم وانتشالهم من واقع البؤس والحرمان, فهم يعيشون كالغرباء في المنفى لكنها أصعب من المنفى في الخارج لأنها غربة داخل الوطن, وما أصعب أن تعيش غريبا في بلدك تفترش الأرض وتلتحف السماء, لمثل هؤلاء تمنح الحقوق وليس لغيرهم ممن باع ضميره قبل نفسه.
|