• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل العراقيون عاجزون عن حكم انفسهم .
                          • الكاتب : مهدي المولى .

هل العراقيون عاجزون عن حكم انفسهم


أي نظرة موضوعية لواقع العراقيين  وتاريخهم الطويل لاتضح لك بصورة واضحة ان العراقيين غير قادرين على حكم انفسهم بانفسهم وفق القانون وفق احترام بعضهم لبعض وفق الديمقراطية والتعددية بل يتضح لك بأن حكم الديمقراطية والقانون لا يصلح لهم الذي يصلح لهم هو نظام الفرد المستبد نظام العشيرة المتسلطة او قوة خارجية
فهم ضد كل ما هو جديد ومع كل ما هو قديم فهم يساندون كل ظالم مستبد ظلامي وضد كل عادل حق ونور
المعروف عاش العراقيون قرون في ظل الظلم والظلام  العثماني عاشوا قرون كعبيد  كحيوانات بل  اقل درجة من الحيوانات محرم عليهم الوظيفة العلم لكنهم كانوا يستخدمونهم ككلاب حراسة  لحمايتهم او حمير لنقلهم ونقل حاجياتهم
وكان العراقيون  راضين مقرين بهذا الوضع بل كان شيوخ العشائر ورجال الدين يشعرون بالراحة لان الجهل المنتشر والتخلف السائد والاحتقار  للعراقيين في صالحهم ويحقق رغباتهم في السيطرة وخضوع الاخرين
فال عثمان يذلون ويحتقرون رجال الدين العراقيين وشيوخ العشائر فيقوم رجال الدين وشيوخ العشائر بأحتقار واذلال العراقيين وخاصة البسطاء لهذا فانهم يشجعون الجهل والفقر  في العراق لانهما يسهلان السيطرة على هذه الملايين الفقيرة الجائعة  الامية
وعندما دخل الانكليز العراق وانقذوا العراقيين من ظلام وظلم وعبودية ال عثمان ومنحوا العراقيين الحرية وقالوا لهم هيا احكموا انفسكم بانفسكم  فثارت ثائرة بعض رجال الدين وشيوخ العشائر اعتبروا ذلك تحدي لسلطتهم لامتيازاتهم نعم انهم عبيد وخدم لال عثمان الا انهم سادة على الملايين الجاهلة الجائعة  كيف يتساوى رجل الدين شيخ العشيرة مع هؤلاء الأميين مع الفقراء الجائعة  فوقفوا الى جانب ظلام  وعبودية ال عثمان وضد نور وحرية الانكليز
لا شك ان الانكليز اكثر تطورا واكثر تحضرا واكثر ثقافة ومعرفة من ال عثمان حالوا ان يطوروا العراقيين ويرفعون من مستواهم في كل شي بما فيها العلاقات الاجتماعية
المعروف ان الانكليز دخلوا العراق لا من اجل عيون العراقيين وليس هدفهم الثواب والاجر وانما من اجل خدمة مصالحهم الخاصة وحماية تلك المصالح وبما ان مصالحهم اكثر رقيا من مصالح ال عثمان فلا بد من تغيير في واقع العراقيين كل العراقيين فدعت كل العراقيين الى العمل الى العلم الى النور الى المساوات فهذه الدعوة في نظر بعض رجال الدين وشيوخ العشائر كفر ومن يدعوا اليها كافر فهذه الدعوة تهدد امتيازات ومكاسب ومنزلة هؤلاء الشيوخ ورجال الدين لهذا قرروا الوقوف ضد هذه الدعوة فحرموا العمل وخاصة في دوائر الدولة وحرموا العلم الذهاب الى المدرسة واعلنوا الثورة ضد هذه القيم
قلنا ان الانكليز  يتحركون وفق مصالحهم لهذا تحركهم محدود بتلك المصالح رغم محاولات الانكليز على دفع و توجه العراقيين  الى مجال العلم والعمل ودعوا رجال الدين  وشيوخ العشائر على حث العراقيين الى ذلك الا ان رجال الدين وشيوخ العشائر وقفوا خلاف ذلك نتيجة لجهلهم وانانيتهم المفرطة  مما دفع الانكليز الى تأسيس دولة وحكومة عناصرها غير عراقية الكثير منهم كانوا من عناصر ورجالات   ال عثمان فكانت نظرة الحكومة وعناصرها الى العراقيين نفس النظرة التي كان ينظرها ال عثمان الى العراقيين كما تعاملوا مع العراقيين بنفس المعاملة وهي نظرة الشك والريبة والمعاملة الدونية وكانوا السبب في كل ما حدث للعراقيين من ويلات ونكبات وحروب وظلم وطائفية وعنصرية وما هذه الجرائم البشعة من ذبح وقتل وتشريد الا نتيجة لخطأ وجهل بعض رجال الدين وشيوخ العشائر الا لذلك الخطأ بل الجريمة التي قام بعض رجال الدين وشيوخ العشائر الجهلاء المتخلفين

فكان المندوب السامي البريطاني يتوسل بهذا وذاك من اجل اقناع احد رجال الدين المتخلفين  بالغاء فتوى اصدرها التي كانت تحرم على الشيعة العمل والعلم الغريب ان حفيد هذا المتخلف المعادي للشعب العراقي يتحالف مع الارهابين الوهابين مع مجموعة حارث الضاري الوهابية في ذبح الشيعة فكل ما اصاب العراقيون من ظلم وذبح وجهل وذل  منذ ذلك الوقت وحتى الان ولا ادري متى ينتهي الا نتيجة لتلك الفتوى المشبوهة والموقف الحقير لبعض رجال الدين وشيوخ العشائر
وبدأت مؤامرة كبرى على ذبح العراقيين وتدمير العراق بقيادة الطاغية صدام وبدعم وتمويل العوائل المحتلة للخليج والجزيرة بل اعلنوا عن ذلك بصراحة وعلنية وبدون اي خوف او مجاملة ورفعوا شعار لا شيعة بعد اليوم فاعلنوا الحرب على ايران  امروا صدام بغزو الكويت وفرضوا حصارا على العراق والعراقيين وبهذا اصبح صدام يشكل خطرا على السلم والامن الدوليين لهذا  قام المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة في عام 9 -4 -2003 بازالة نظام صدام وتحرير العراق والعراقيين من بين انياب الطاغية  وقبر الطاغية الى الابد حاول بعض رجال الدين  وشيوخ العشائر بدعم من قبل ال سعود ان يلعبوا نفس اللعبة التي لعبوها عندما حرر الانكليز العراق في 1914 من الظلام العثماني لكن هؤلاء الانتهازيون الجهلاء استطدموا بالمرجعية الدينية العليا بقيادة الامام السيستاني الشجاعة الحكيمة التي عرت وكشفت حقيقة المجموعات  التي دعت الى مقاومة القوات الدولية سواء كانت شيعية او سنية بانها مجموعات مأجورة هدفها قتل العراقيين وطرد العراقيين هدفها تحقيق هدف ال سعود والتي كلف به صدام وهو لا شيعة بعد اليوم وافشال العملية السياسية ومنع العراقيين من بناء عراق ديمقراطي موحد تعددي اي حكم الشعب
لا شك ان اعداء العراق  والعناصر المأجورة تحاول اعادة العراق الى عهود الظلام والعبودية الا ان المرجعية الدينية العليا بقيادة الامام السيستاني ستفوت الفرصة على هؤلاء لهذا على القوى الوطنية المخلصة ان تقف مع المرجعية في تحديها لقوى الظلام والعبودية وكشف كل اساليبها
لهذا على العراقيين ان رغبوا في حكم انفسهم بانفسهم ان يعتصموا ويتمسكوا بتعاليم المرجعية الدينية العليا بزعامة الامام السيستاني فانها وسيلة النجاة والتطور والتقدم والخلاص من حالة الذل والتناحر والتوجه الى العلم والعمل
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=45106
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13