مصحف فاطمة عليها السلام هو أحد دلائل إمامة الإمام عند حيازته له ، ففي الرواية المنقولة في كتاب بصائر الدرجات عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ( ما مات أبو جعفر عليه السلام حتى قبض مصحف فاطمة عليها السلام) فمصحف فاطمة أحد المنابع العلمية التي يتزود منها الإمام إبان مهمته الإلهية فضلا عن كونه أحد دلائل إمامته الحقة . من هنا تتبين حجية فاطمة عليها السلام على أبنائها الحجج المعصومين عليهم السلام فهي الواسطة العلمية بين الله تعالى و بين الأئمة عليهم السلام من خلال العلم المحفوظ في مصحفها المتعلق بما يكون إلى يوم القيامة فحجيتها نظير حجية النبي صلى الله عليه و آله في شأن القرآن المجيد الذي هو مصدر علوم الأئمة . كما أن العلم الذي يتلقونه عليهم السلام عن مصحف فاطمة غير مقتصر على ما نقش من وجود كتبي في ذلك المصحف بل هذا الوجود الكتبي تنزلي تنزيلي لحقائق ذلك العلم الذي ألقي عليها ، فوساطتها إذن بلحاظ عالم الأنوار لهم عليهم السلام ، و يشهد لوساطتها لعلومهم و حجيتها روايات بدء الخلقة و خلقة أنوارهم و اشتقاقها على الترتيب من نور النبي صلى الله عليه و آله و نور علي ثم اشتقاق نور الحسنين من نورهم مما يدل على كون رتبتها بعد علي عليه السلام و أن بقية أنوار الأئمة عليهم السلام اشتقت منها فهي واسطة فيض تكوينية لوجودهم و كمالاتهم و هو مقام رفيع و سر عظيم

 

 

 

المصدر: مقامات الزهراء عليها السلام

 

آية الله الشيخ محمد السند حفظه المولى