• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : الانتخابات البرلمانية .
                    • الموضوع : اكتب إليك ... لأنك لم تمت .
                          • الكاتب : عدي عدنان البلداوي .

اكتب إليك ... لأنك لم تمت

 عندما يصبح الموت أملا ينتظره البائسون وهم يفترشون تراب الوطن ..
يمنعهم فقرهم من امتلاك شبر فيه ، فيعيشون موتهم البطيء بين نظرة عطف من هذا ومساعدة من ذاك ..
يلوكون جوعهم بخبز لا يسد الرمق ..
وينزفون صبرهم بينما تتسرب الأيام من بين أصابعهم ، فتشيخ أحلامهم بينما شعارات السياسيين ترهق كاهل اللافتات وتزاحم سكينة الحيطان.
اكتب إليك لأنك لم تمت... رغم الحزام الناسف والسيارة المفخخة ورصاصات الملثمين ..
أتدري إن الذين قتلوك مازالوا يحملون نفس أدوات الجريمة ...
وان الذين انتخبناهم لا يزالون يحملون نفس الوعود القديمة ...
أتدري إن مدينة بلد لم تفقد من أبنائها على مر الزمان بقدر ما فقدته في هذا العقد المنفرط من سنوات التحرير والتغيير والانفلات والخوف والتهجير...
أتدري إن الانتخابات البرلمانية قادمة ولا يزالون لا يشترطون في المرشح أكثر من المؤهل والعمر ، ولا يطالبونه بمشروع عمل واقعي يباشره حال فوزه..
أتدري ان المتحدثين باسم الثقافة والسياسة يديرون المهرجانات ويلقون الخطابات ويتناقشون في المؤتمرات وعلى ألسنتهم تتكسر الحروف فتخرج الكلمات مرفوعة منصوبة مجرورة دون ذنب منها..
أتدري إن الذين لا يجيدون لغتهم ، لا يجيدون التفكير الصحيح ...
لانهم لو كانوا يجيدون اللغة لأفزعتهم لغة الموت المحيط بالعراقيين ولحركتهم صوب تفكير صحيح سليم ينقذ البلاد من الغرق والموت البطيء ..
 أتدري إنهم لم يكتشفوا أن دماءكم هي حبر التغيير ..
رحيلكم المفاجئ هو التغيير ..
مواكب الشهداء المتواصلة منذ سنوات هي طريق التغيير ..
أتدري إنهم يدعوننا إلى تغيير الوجوه ..
أتدري إننا تهنا ولا زلنا نتوه ...
أتدري إن أصابعنا ستحاسبنا ذات يوم .. لأننا غيّرنا لونها عند صناديق الاقتراع ولم نغيّر واقعنا ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=44982
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13