اختلفت ألسن الروايات في كيفية مصحفها، و يجدر الإنتباه إلى أن ذلك راجع إلى تعدد مصحفها عليها السلام أو الإختلاف في أبعاض المصحف الواحد أو وجوه أخرى لا تخفى . و قد بين الإمام الصادق عليه السلام في رواية في كتاب الكافي ما يتضمنه هذا المصدر العلمي الإلهي بقوله : ( إن فاطمة مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه و آله خمسة و سبعين يوما و كان دخلها حزن شديد على أبيها و كان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها و يطيب نفسها و يخبرها عن أبيها و مكانه و يخبرها بما يكون بعدها في ذريتها و كان علي عليه السلام يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة . و في رواية أخرى في كتاب بصائر الدرجات يبين الإمام جانبا آخر من جوانب ما يتضمنه هذا المصدر الإلهي بقوله : ( و مصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآنا و فيه ما يحتاج الناس إلينا و لا نحتاج إلى أحد حتى أن فيه الجلده و نصف الجلدة ..) و في رواية أخرى في كتاب الكافي تفيدنا جانبا آخر ،
قال الإمام الصادق عليه السلام : ( …. مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات و الله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ) . و ليس المراد منه خلو القرآن الكريم عن ذلك العلم المودع في مصحف فاطمة عليها السلام إذ القرآن تبيان كل شيء بل المراد أنه ليس فيه من ألفاظ و آيات و كلمات القرآن شيء . و في رواية أخرى في كتاب الكافي قال الإمام الصادق عليه السلام : ( و ليخرجوا مصحف فاطمة فإن فيه وصية فاطمة ) .
المصدر : كتاب مقامات الزهراء عليها السلام
آية الله الشيخ محمد السند حفظه المولى |