• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حرب وسجن ورحيل-65 .
                          • الكاتب : جعفر المهاجر .

حرب وسجن ورحيل-65

بعد الانتهاء من صلاة الجمعة تلك حصل الفرج حيث جاءني (أبو ياسر) صاحب المكتبة الذي تعرفت عليه وصاحبني ألى  المكتبة التي تقع في أحد أركان المسجد حيث  يقوم بترتيب الاستعارات لمن يرغب في استعارة كتاب ما من المكتبة.  ووقع نظري مكتبة عامرة ضخمة تضم مئات الكتب الإسلامية والتاريخية والفقهية والمصادر الإسلامية والتفاسير القرآنية الكثيرة وتجمع عدد من المصلين ليستعيروا منها ماشاؤوا وانهمك أبو ياسر وأبنه ياسر في تلبية طلبات المصلين بكل أريحية وبشاشة وكنت جالسا  أراقب المشهد بأعجاب حيث يتهافت المصلون على الكتب بهذه الطريقة وكان من بين الذين يستعيرون الكتب أساتذة الجامعات والأطباء  والمعلمون   والحقوقيون والحرفيون والتجار وغيرهم من مختلف طبقات المجتمعوكان أبو ياسر يخبرني بذلك وكانت مدة استعارة الكتاب شهرا كاملا دون أي مقابل وبعد انقضاء نصف ساعة  نهض أبو ياسر وأبنه وقال سنغلق المكتبة ونذهب ألى الشيخ إبراهيم للتداول معه في بعض الأمور وتوجهنا نحو غرفة الشيخ إبراهيم وهي غرفة واسعة  تحتوي على عدة أرائك  فشاهدت مجموعة من الناس وسلمنا عليهم ثم جلسنا  وطلبوا مني أن أتحدث لهم عن العراق بعد أن علموا أنني جئت توا من العراق وما يجري فيه من أهوال ومصائب على أيدي الطاغية صدام وجلاوزته  فتحدثت لهم عن كل ماخطر ببالي  عن النظام وطغيانه واستبداده وحروبه وعن ظروف تلك الحرب المأساوية ونتائجها الكارثية وما جرى للعراقيين بعدها من ظروف الحصار الظالم الذي وقع  على الطبقات الفقيرة وتسلط النظام أكثر نتيجة ذلك الحصار الذي استهدف العراقيين بالدرجة الأولى وكيف اضطر العراقيون لبيع كل مايمتلكونه من متاع وأثاث  من أجل الحصول على لقمة العيش وكيف أن أزلام النظام يحصلون على كل شيئ في ظل هذا الحصار الظالم ثم تحدثت لهم عن ظروف  الانتفاضة الكبرى وما جرى فيها من أهوال وما   جرى لي ولعائلتيمن سجن واضطهاد وقطع الحصة التموينيةالتي  تتجاوز قيمتها على أكثر من   عشرة رواتب شهرية للموظف القديم وكانوا أذانا صاغية لكل ماقلته وعرضوا علي مساعدتهم المادية لكنني رفضت وقلت لهم أريد أن أحصل على عمل وأرتزق منه بعرق جبيني مادمت قادرا على القيام به . وذكر الشيخ لي بأنه كان يدرس في حوزة النجف الأشرف قبل سنوات     وقد سجن أثناء  حملة جلاوزة النظام على  الحوزة وعلمائها  وخرج من السجن بأعجوبة وهو يعرف الكثيرعن قسوة النظام وجبروته وعن ظلامات العراقيين على يد ذلك الطاغية الأهوج وأجهزته القمعية وحين عرف الشيخ إبراهيم بأنني أمتهن مهنة التعليم ولي خبرة طويلة في تدريس اللغة العربية قال لي (نحن   نتداول في جلب معلم للغة العربية لتدريس أبنائنا   منذ مدة وقد حضرت وسأفتح لك  أحدى الغرف لتدرس فيها أبناء المصلين . خاصة وأن اللغة العربية لها أهمية كبيرة في المدارس السورية ومن يحصل على  درجة 80% فما فوق في هذه اللغه يعفى من الرسوب في اللغة الأجنبية فقلت له أنني جاهز في أي وقت تشاؤون وهنا قام أبو ياسرمن مكانه وكتب أعلانا  وألصقه في صدر المسجد يعلن فيه بفتح دورة صيفية في اللغة العربية للمرحلة المتوسطة التي يسمونها (الأعداديه ) مقابل 500 ليرة سورية لكل طالب في الشهر وعلى الراغبين تسجيل أسماء أبنائهم  وفي خلال  أسبوع سجل عشرون طالبا فباشرت في تدريسهم وتوطدت بيني وبينهم علاقات حميمية أشبه بالأبوية وكانوا على درجة عالية من الذكاء و التربية الصالحة والخلق المستقيم وكانت النتيجة أنهم نجحوا جميعا وبتفوق  وتعرفت على الكثيرين من الأشخاص الطيبين من خلال التدريس وكان الحب والاحترام هو القاسم المشترك بيننا .
وأخذت أتردد يوميا على المسجد وتوطدت العلاقة بيني وبين الشيخ إبراهيم وبين العديد من السوريين والعراقيين من مختلف الطبقات في المسجد بمرور الزمن وقد أهداني الشيخ أبراهيم   كتاب (التشيع في حلب) وقد ألفه قبل فترة من الزمن يثبت فيه بالوقائع أن حلب كانت مدينة شيعية وأن رأس  سيد الشهداء الأمام الحسين عليه السلام ورؤوس شهداء الطف  من صحبه  الميامين  وصلت هنا  وهي في طريقها ألى الشام وكان هذا المكان     ديرا يقع على جبل أسمه (جبل النحاس ) يسكن فيه أحد الرهبان  وقد سأل الكاهن أو الراهب الذي كان يتعبد في ذلك الديرأتباع يزيد  لمن هذه الرؤوس التي رفعت على الرماح؟ فأجابوه  أنها رأس الحسين ورؤوس أصحابه .فسألهم من هو الحسين ؟ فأجابوه  أن الحسين ع  هو أبن فاطمة الزهراء ع  وهي بنت نبينا محمد ص فعقب الراهب قائلا : ( كيف تجرأتم على قتل أبن بنت نبيكم ؟لعن الله قوما قتلوا بن بنت نبيهم والله لو كان للمسيح ولد لوضعناه في أحداقنا . ) ورجاهم أن يضع  رأس الحسين في غرفته ألى الصباح ماداموا هم باقون حتى شروق الفجر لقاء بعض المال فقبلوا بذلك فوضع الكاهن الرأس على صخرة في غرفته وأخذ يناجيه ويكرر أريدك أن تكون شفيعي يوم القيامة؟وسقطت قطرة من  دمه الطاهر عليه السلام على تلك الصخرة وما زالت الصخرة باقية ألى الآن ولذا  سمي المسجد باسمين مسجد الحسين ع ومسجد ألنقطه أما تسمية جبل النحاس فيذكر الشيخ إبراهيم في كتابه أن زوجة الأمام الحسين ع أسقطت وليدها (المحسن) على هذا الجبل من شدة التعب الذي ألم بها وطلبت بعض الأكل والمعونه من أناس كانوا في المكان لكن أحدا لم يساعدها فدعت على أهل ذلك الجبل الذي كان فيه زرع كثير وتحول الجبل  تدريجيا ألى جبل أسود تكثر فيه قطع الحديد والنحاس المتناثرة وانعدمت فيه الزراعة تماما وسمي على أثر ذلك ب(جبل النحاس ) ويوجد قبر المحسن في قمته يزوره الكثير من الزوار بواسطة مدرج يؤدي أليه  ثم بني المسجد على أنقاض ذلك الدير الذي كان اسمه (مارماروثا)ثم حدث فيه انفجار ضخم في زمن العثمانيين ولكن سيف الدولة الحمداني أمير حلب بناه مرة أخرى  وكان يزور هذا المسجد ويتفقده ويصلي فيه مع أمه باستمرار وأمر أن يحفر أسماء أئمة أهل البيت الأثنا  عشر عليهم السلام على صدر المسجد وكل من يزور المسجد يرى ذلك الأثرلكن العثمانيين الذين احتلوا                حلب  في فترة من تأريخ بلاد الشام  حاربوا المذهب الشيعي حربا لاهوادة فيها وقد أفتى أحد شيوخهم بتكفير ألشيعه وتعرضوا أثر ذلك لمذابح دموية  رهيبة حدثت لهم في هذه المدينة وخاطب الشاعر (أحمد علي بابللي ) مسجد الحسين ع بقصيدة يقول في  بعض أبياتها :
جبل النحاس على حدودك نقطة
ذو هيبة   لاترهب الزلزالا  
فوق الأسنة كوكب يعلو على
تلك الكواكب هيبة وجلالا
جبل النحاس على جبينك مشهدٌ
أنطق بما فعل الطغاة  نكالا
وعلى خدودك نقطة حمراء من
رأس الحسين تهزنا أجيالا
أنت الذي شاهدت رأس حبيبنا
قمرا يزور على الرماح جبالا
من صخرة نزفت عليها  قطرة
حمراء من دمه تشعٌ جمالا
نزفت من الرأس المقدس نقطة
فتلون الصخر الأصمٌ  ولالا
ويطوف في فلك الشموس متيما
ليزف في عرس النجوم هلالا
يجلي العيون بنوره وترى الصبا
ح متى جلا غرب الظلام وزالا
فتمزق  الليل  البهيم  بسيفه
أدمى عيون الفجر حتى  انثالا
الله أكبر أن علا سيف الأما
م على جبابرة الطغاة وصالا
سيف الحسين على الطغاة مصلّتٌ
والسيف أشعل ثورة ونصالا
وسيطلق الأسياف من أغمادها
وهو الذي سيحطم  الأغلالا
من كربلاء الطهر تعلو نجمة
هي  نجمة  ستمزق  الأنذالا
قف هاهنا ياابن الأكارم خاشعا
فالنور يهبط  فوقها  شلالا
بدأت أمورنا المعيشية تتحسن شيئا   فشيئا بعد أن عثرأبني              الأصغر على عمل  وكذلك عثور زوجتي على عمل في أحد            المعامل الأهلية  للخياطة ولم أجبرها على ذلك ولكنها رغبت بذلك بمحض أرادتها. وقررنا أن نستأجر مكانا أفضل من المكان السيئ الذي كنا  نشغله فاستأجرنا شقة صغيرة تتكون من غرفتين وصالون ومرافق في مكان آخرأفضل بكثيروتنفسنا الصعداء بعد أن تخلصنا من ذلك القبو القذرالتي تنبعث منه الروائح الكريهة وحصلنا بعد فترة من الزمن على الإقامة الدائمة بمساعدة  شخص عراقي له نفوذ لدى السلطات السورية.  لكن كل ذلك لن يشغلنا عن الوطن الذي فارقناه رغم أرادتنا حيث كنا نترقب أخباره ساعة بساعه عسى أن يفرج الله عنا وعن جميع العراقيين بحدوث أنقلاب عسكري نرى فيه فسحة ولو صغيرة من الأمل نتيجة الخلافات الشديدة التي بدأت تحتدم بين العائلة الصدامية وتنتشر انتشار النار في الهشيم رغم التكتم والتعتيم على مايجري في الداخل واللذان كانا من السمات الأساسية لذلك النظام البوليسي المنغلق عن العالم الخارجي والداخلي معا. وفي شهر مايس وبعد فترة قصيرة من رحيلنا ومكوثنا في القطر السوري في عام 1995 من شهر أب من  ذلك العام سمعنا كما سمع العالم كله هروب صهر الطاغية  العريف حسين كامل الذي وصل ألى أعلى المراكز العسكرية حيث وصلت قافلة من سيارات المارسيدس ألى     العاصمة الأردنية تضم (الفريق ) حسين كامل المجيد وشقيقه صدام كامل المجيد بطل (الأيام الطويلة ) وزوجتيهما   رغد ورنا ومعهما الكثير من الأموال قدرت ب20 مليون دولار في الوقت الذي كان النظام يعدم كل شخص يهرب عشرة دولارات بعد أن احتدم الخلاف بينه وبين عدي وقصي أبنا الدكتاتور وتفاءلنا خيرا  لهذا الانقسام والتشتت   في العائلة الصدامية ومنينا أنفسنا بحدوث تغيير لصالح المضطهدين والهاربين من جحيم تلك السلطة الجائرة ونحن منهم  لكن ذلك لم يتم  لأن جميع المتصارعين هم من دعاة الباطل والصراع كان من أجل السلطة فقط بعد أن شعر عدي أن حسين كامل قد أصبح أكثر قربا  لوالده   منه حيث تم  استدراج الأخوين بعد أشهر من قبل أبن الطاغية   عدي  رغم حصولهم على ماسمي (الأمان ) و(العفو) من رأس النظام وتم قتلهما بعد دخولهما بغداد بيومين شر قتلة بتلك الطريقة الوحشية المعروفة  التي تميز بها النظام ضد كل من يشكل خطرا على وجوده حتى لو كان من تلك الشجرة الصدامية العنصرية والطائفية  الخبيثة بعد أن  أفشى حسين كامل بكافة المعلومات السرية عن أسلحة الدمار الشامل في العراق للمفتشين وعملاء المخابرات الأمريكية الذين تقاطروا على عمان لذلك الغرض وقد عقد حسين كامل عدة مؤتمرات صحفية ظهرت من خلالها شخصيته المهزوزة والمضطربة  والخاوية على حقيقتها ولا    أريد أن أدخل في تفاصيل ذلك لأن الكثير من وسائل الأعلام نشرت  رواياتها عن حادثة القتل تلك.
أن الكتابة عن حلب  وأحوال سكانها لاتسعها المجلدات  والمكوث فيها لمدة قوامها خمس سنوات يعني الشيئ الكثيروسأحاول أن أذكر بعض الأمور التي لفتت نظري وترسخت في ذهني  عن هذه المدينة العجيبة وقد شهدت التهديدات التركية لتلك المدينة على أثر طلب السلطات التركية طرد عبد الله أوجلان فورا حيث شاهدت حشود القوات التركية على حدود  هذه المدينه وكيف هدد قائد الجيش التركي باحتلال حلب في مدة لاتتجاوز الأربع والعشرين ساعة ولجوء حافظ الأسد على أثرها ألى الرئيس المصري حسني مبارك من أجل حل الموضوع بصورة سلمية والتي تم على أثرها طرد أوجلان من دمشق حيث تم أسره فيما بعد ومازال قابعا في زنزانة تركية وحيدا يعاني من المرض والشيخوخة  وتم أنهاء أنهاء الأزمة بوساطة الرئيس المصري بعد  أن ارتفعت المواد الغذائية ألى الضعف  نتيجة تلك التهديدات . وشهدتُ موت الرئيس حافظ الأسد وتعيين بشار خلفا له بعد حالة طوارئ شديدة وقد تعرفت فيها على الكثير من الشرائح الاجتماعية في هذه المدينة من معلمين وموظفين وأطباء وعمال وغيرهم وكانوا جميعا يتميزون بالطيبة وبالبساطة وحب العراقيين لكن معظمهم كان متعاطفا مع النظام العراقي وخاصة أهالي دير الزور وحلب والقامشلي  وكانت الأغلبية الساحقة من سكان هذه المدن التي تمثل غالبيتها العمال والفلاحين والحرفيين   مخدوعة  تماما بالدعاية الصدامية  القوية التي كانت تبثها أجهزة الأعلام العراقية القوية ومن  على شاكلتها من وسائل الأعلام العربية وفضائياتها وخاصة الجزيرة  التي كانت تحصل على رعاية تامة من رئيس النظام وتصرف عليها الأموال الطائلة التي يمتلكها النظام  يساعد النظام في ذلك    بعض المشايخ السلفيين المتطرفين في حلب ممن كانوا يطالبون الناس بالتطوع  للقتال ألى جانب النظام الصدامي في معركته الخاسرة  التي سماها ب(أم المعارك ) وكان هؤلاء المشايخ يعبئون  العقول الساذجة بعبارات (الجهاد والدفاع عن بيضة الإسلام ومعركته الفاصلة ضد الصهاينة التي يقودها الفارس العربي المجاهد صدام حسين حسب تعبيرهم .!!!)  وكانت المخابرات السورية رغم أظهار عدائها للنظام العراقي   تفسح  المجال لأولئك المشايخ لكي يدلوا بدلوهم ويخطبوا خطبهم الرنانة لألهاء الشعب السوري عما يرتكبه في الاخل وكانمت الجولان المحتلة وما زالت تشهد صمتا تاما ولم تطلق باتجاهها طلقة واحدة حيث ينعم الصهاينة بمياهها الغزيرة وأثمارها الطيبة منذ  منذ أكثر من أربعة   عقود من الزمن وقد ازدادت هذه الظاهرة وأصبحت جلية تماما على يد بشار الأسد بعد احتلال العراق حيث أصبح التطوع في (المقاومة العراقية) جهارا في تلك الجوامع وتحول أعداء الأمس من البعثيين العراقيين الهاربين الذين كانوا يلعنون حافظ الأسد ليل نهار والبعثيين السوريين(اليساريين) كما يلقبون أنفسهم ألى أخوة مخلصين متعاونين متحابين ضد الوضع الجديد في العراق والنظام السوري سمح لهم ب (ديمقراطيته ) أن يمارسوا كل فعل شائن ضد شعب العراق ويمارس أبشع أنواع الظلم والأضطهاد على الشعب السوري  الذي يرزح تحت نير أغلال العائلة الأسدية التي لاترحم طفلا ولا شيخا ولا امرأة من أجل بقاءها في الحكم وهذه  الأمور الجلية الواضحة لايمكن أن تغطى بغربال الدعايات الكاذبة من النظام السوري الحالي بعد اليوم . وقد قال لي أحد الأشخاص يوما (نحن نحسدكم على هذا الرئيس الرائع   الذي يزور البيوت ويجلس مع الفقراء ويتحدث معهم حديث القلب للقلب ويضع الخبز في جيبه حين يخرج حيث يودعه الصغار والكبار فماذا تريدون أكثر من هذا الرئيس العربي البطل الذي تجرأ على ضرب إسرائيل ولم يتجرأ رئيس قبله بهذا العمل البطولي الخارق ياأخي يجب عليكم أن تسبحوا باسمه ليل نهارونحن نتمنى أن يكون لدينا رئيس مثل رئيسكم صدام .!!! )كنت أوضح لهم عكس مايقولون وأشرح له وللكثيرين          من أمثاله  ماقام به صدام وجلاوزته في تدمير العراق وأفقار شعبه بشنه لتلك الحروب العقيمة الخاسرة التي كلفت الكثير من الأرواح والأموال  وهو أمر رهيب لايرتكبه حاكم بحق شعبه وكيف شن حربا على شعبه في الداخل وأخذ يعدم الشباب على الشبهه ولو أحصيت المآسي في العراق فأنها لاتعد ولا تحصى وتكلمت عن الانتفاضة التي قامت ضده.وقلت له ألم تسمع بتلك الانتفاضة العارمة ياأخي ؟ وكيف  تخدعون بضلالات الدعاية الصدامية ومن يساندها ولديكم عقول تستطيعون تمييز الحق عن الباطل بها؟ فكان لايقتنع بكل ماأقوله ويرد علي قائلا :  ( من الصعب أن أصدقك  وسأبقى أقول أن   رئيسكم صدام  تحفة فريدة  وجوهرة نادرة وهبة عظيمة من الله لاتقدرون ثمنها وأن الإيرانيين هم الذين دخلوا العراق وقاموا بما سموها الأنتفاضه !!! )وكنت أرثي لتلك  الأقاويل التي تدل عن جهل وسذاجة وهذا ماكان يردده حتى بعض أساتذة الجامعات .  وكنا في أغلب الأحيان نفترق ولا  أستطيع أن أقنع أحدا منهم بوجهة نظري لطائفيتهم الشديدة وعقولهم المتحجرة ألا الذين كنت أجتمع معهم في ا مسجد الأمام  الحسين عليه السلام حيث كانوا يستمعون ألي ويقتنعون بما أقوله وكانوا قلة.
وحلب مدينة كبيرة  مشهورة بأوابدها التأريخية حيث يجد المرء الكثير من الآثار التي تنتشر داخل المدينة وخارجها ومعظمها آثار أسلامية وأخرى فينيقيه وفي حلب جمعية مختصة بالتراث والآثار يرأسها شخص أسمه (أحمد قجه )  وتلقى فيها محاضرات من قبل بعض المهتمين بالتراث وهنا  يرقد في أحد أزقتها بيت الشاعر المتنبي وفيه بعض حاجياته ويقال أن مدينة كاملة مطمورة تحت الأرض في هذه المدينة الكبيرة التي سأتحدث عنها وعن جوانب الحياة فيها فيما بعد
جعفر المهاجر/السويد
30/3/2011م

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4491
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 03 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14