في الحقيقة قد يستغرب البعض من هذا العنوان وقد يأخذه العجب أحيانا, لكن في الحقيقة هذا العنوان هو لقصة أرسلها لي أحد الأخوة من بلاد أخرى, فلما قرأتها لم يأتي في ذهني إلا ما يمر به المواطن العراقي وبالخصوص الفقراء في هذا الوطن الجريح.
القصة تقول أنه أبو البنات ينام متعشي ، وأبو الأولاد ينام على جوع ؟؟!!
في العشرينات من القرن الماضي… كان في البحرين صديقان أحدهما اسمه فهد والآخر اسمه عيسى…تزوج الصديقان في ليلة واحدة من امرأتين فاضلتين وبعد فترة رزق كل منهما بمولود في الأيام نفسها…عيسى رزق بولد فذهب إلى صديقه فهد يسأله: ماذا ولدت لك زوجتك؟
قال فهد: الحمدلله فإن زوجتي وضعت لي بنت جميلة وبصحة جيدة أسميناها نورة…
قال له عيسى وبكل شماتة: أما أنا فإن زوجتي وضعت لي ولد وأسميته محمد والناس تسميني الآن أبومحمد وليس أبونورة ههها هههها…
مضت الأيام وحملت زوجة فهد وحملت زوجة عيسى ووضعت الزوجتان في الوقت نفسه تقريبا… عيسى رزق بولد آخر فذهب إلى صديقه فهد يسأله: ماذا ولدت لك زوجتك هذه المرة؟
قال فهد: الحمدلله فإن زوجتي وضعت لي بنت جميلة ثانية وهي وأمها ولله الحمد بصحة جيدة…
ضحك عيسى وهو يقول بكل شماتة: أما أنا فإن زوجتي قد وضعت لي ولد آخر… هل تعرف ماذا يعني هذا؟
قال فهد: لا, لا أعرف ماذا يعني…
قال عيسى: يقول الأولون بأن من تلد له زوجته بداية ولدين متتالين فإنها تكون قد حللت مهرها… يعني زوجتي طالعة علي ببلاش ها ها ها…
مضت الأيام أيضا وحملت زوجة فهد وحملت زوجة عيسى ووضعت الزوجتان في الوقت نفسه تقريبا… عيسى رزق بولد ثالث, فذهب إلى صديقه فهد يسأله: ماذا ولدت لك زوجتك في هذه المرة؟
قال فهد: الحمدلله فإن زوجتي وضعت لي بنت جميلة ثالثة وهي ولله الحمد وأمها بصحة جيدة…
قهقه عيسى بصوت عال وهو يقول وبشماتة: أما أنا فإن زوجتي قد وضعت لي ولد ثالث… هل تعرف ماذا يعني هذا؟
قال فهد: لا لا أعرف أخبرني أنت…
قال عيسى: من يكون عنده ثلاثة أولاد فإنهم يكونون له مثل ركائز الموقد يضع عليهم قدر الأكل… أنا يجلس قدري, أما أنت يا أبوالبنات فلا يمكن أن يجلس قدرك ها ها ها…
قال فهد: الحمدلله على عطاياه… إنا له لشاكرون.
مرت السنين والأعوام وكبر فهد وكبر عيسى وكبر الأولاد وتزوجوا وأسسوا بيوتا لهم… وكبر البنات وتزوجن وانتقلن إلى بيوت أزواجهن… وكبرت زوجة فهد وأصبحت لا تقوى على عمل المنزل… وكبرت زوجة عيسى وكذلك هي أصبحت لاتقوى على عمل المنزل…
وفي أحد الأيام مر فهد على صديقه عيسى فوجده جالس في الظل خارج المنزل وهو في حالة مزرية… جسمه منهك وضعيف جدا وملابسه رثة ومهملة...
فسأله: ماذا أصابك يا صاحبي؟ ولماذا جسمك هزيل وثيابك متسخة إلى هذا الحد...؟
أجابه عيسى: أنا الآن كبير في السن ولا أعمل… وأولادي الثلاثة قد تزوجوا وكل واحد بنى له منزل خاص وانتقل… وزوجتي أصبحت امرأة كبيرة في السن لا تقوى على عمل المنزل من طبخ وغسيل ولا يوجد لدينا من يخدمنا أو يطعمنا غير أهل البر والإحسان…
ولكن أراك يا فهد جسمك سمين ونظيف وملابسك نظيفة ومكوية وأنت مثلي بناتك تزوجوا وتعيش في البيت فقط مع زوجتك التي لا تقوى على عمل المنزل…
قال له فهد: شوف يا صديقي…إبنتي الكبيرة تحضر إلى منزلنا في الصباح وفي يدها فطورنا تطعمنا وتحممنا وتغسل ملابسنا ثم تعود لمنزلها… وإبنتي الوسطى تحضر لنا في الظهر وتجلب لنا الغداء وتكوي ملابسنا ثم تعود لمنزلها… وإبنتي الصغرى تحضر إلى منزلنا في الليل وفي يدها عشاءنا… تعشينا وتحممنا وتنومنا وتغطينا… هل تعرف ماذا يعني هذا؟
قال عيسى: لا لا أعرف ماذا يعني…أجابه فهد: هذا يعني بأن أبوالبنات ينام وهو متعشي وأبو الأولاد ينام على جوع ..؟؟؟
في الحقيقة قد يسأل البعض أين الربط:
أقول له أن ما يمر به العراق هو مثل هذه القصة, حيث أن الشعب يعتبر هو الأبوين الذي أنجب الحكومة وذلك حينما انتخبها وأوجدها إلى حيز ما ماهي عليه من الرئيس إلى أصغر برلمان, فكلهم ولدوا من هذا الشعب بواسطة الأنتخابات التي انتخبهم بها, ولا أمل له سوى أنه سيحصل على أولاد حينما يكبرون يراعوه ويهتمون بشؤونه ويخدموه...
لكن سبحان الله ما أن كبروا الأولاد أنشغلوا عن آبائهم الذين ولدوهم ليبقى الشعب في ظل الفقر والعوز ونقص الخدمات ....
والظاهر شعبنا أبو أولاد ولذا نجد كثيرا فيه ينامون بلا عشاء, اليس عيبا أن يعرض على قناة المسار (برنامج الباقيات الصالحات) والمتبرع من بلد آخر!!!
أليس عيبا أن يظهر على شاشات التلفاز مظاهر تبكي الحجر لما يمر به أبناء الشعب العراقي من العوز والفقر....
لا ادري هل الحكومة تزوجت وتركت آباءها كما فعل هؤلاء الأولاد مع أبيهم ...؟؟؟
ألا توجد وزارة تهتم بهذا الأمر ..إن لم نراعي الشعب فمن نراعي ...
يعني الحكومة تفتخر أن الشعب ولدها حينما انتخبها... أليس من الواجب عليها ان تبر من أوجدها... فكم عراقي لا يملك شبر في هذا الوطن وكم عراقي لا يملك رغيف خبز وكم عراقي لا يملك دواء ليعالج نفسه او أحد ابنائه وكم وكم وكم....
يعني كيف هل ينتخب العراقيون حكومة من بنات فقط, حتى واحدة تأتيهم الصبح وواحدة الظهر وواحدة بالليل...
تنبهوا أيها الأخوة الكرام
وتقدموا نحو خدمة بلدكم وابناء شعبكم
الله الله بالرحمة التي يحتاجها كل فرد على هذه البسيطة
اللهم أرحمنا ووحد صفنا فيد الله مع الجماعة ولا تفرقنا فنضعف
|