• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إلى أين انتم ذاهبون بالعراق ؟؟؟ .
                          • الكاتب : عامر هادي العيساوي .

إلى أين انتم ذاهبون بالعراق ؟؟؟

إن من يراقب الكيفية التي تدار بها هذه الأيام العملية الانتخابية من قبل أكثر المرشحين واغلب الناخبين على حد سواء سيجد نفسه أسيرا في دائرة اليأس التام من رؤية أي ضوء في آخر النفق المعد  للعراق والمخطط له منذ أكثر من خمسين عاما ...ولعل( الديمقراطية المسلفنة) إحدى أهم بوابات ذلك النفق ...

إن العراقيين في الماضي كانوا يخجلون من تغيير أديانهم وألوانهم وولاءاتهم ومعتقداتهم أما اليوم فان بعضهم يفخر بقدرته على التنقل بين الكتل والأحزاب خلال أربع وعشرين ساعة فقط فهو في الصباح قيادي في دولة القانون أما في المساء فهو قيادي في تحالف العراقية  دون أن يشعر بأي حرج لان الجميع (في الهوه سوه ) كما يقال  ..إن اليد التي يقوم بتقبيلها البعض عند صلاة الظهر لا يترددون في الدعوة إلى قطعها عند صلاة المغرب إذا كان ذلك يلبي بعضا من نزواتهم...

إن من يراقب حجم الأموال المتداولة في هذه العملية المشوهة يستنتج فورا بأنها لا يمكن أن تأتي إلا عبر سلطة غاشمة وفاسدة او عبر أياد ممتدة من خارج الحدود تريد إفساد الإنسان الذي هو الضمانة الوحيدة لبناء الأوطان وحمايتها وبذلك يصبح الطريق مفتوحا لنشر الدمار الشامل في هذه البلاد ,,

إن الكذب والشعوذة والحيلة والمكر والنفاق والنصب والاحتيال وشراء الذمم أدوات يستخدمها اغلب المشتغلين بالعملية الانتخابية إلى حد أن بعضهم يعتبر التفوق فيها نوعا من أنواع العبقرية ....

لقد صرح احد المشتغلين بالحملات الانتخابية لعدد من المرشحين في وقت واحد حين وجد نفسه مضطرا لتأييد احد المرشحين المعروفين بالنزاهة بعد أن اقتنع به قائلا بالحرف الواحد (إنني لأول مرة أدعو إلى مرشح مجانا من دون أن اقبض شيئا  )..

إن مسيرة السنوات العشر المليئة بظاهرة (مسؤولي الصدفة )جعلت العراقيين على العموم يشعرون بقدرتهم مهما كانوا على إدارة منصب تشريعي او تنفيذي بنجاح تام ,,ولو انك ناديت في سوق مليء بالباعة المتجولين والمتسوقين معلنا الحاجة إلى وزير للتربية او التعليم العالي لرفع الجميع أيديهم للتعبير عن الرغبة في الحصول على المنصب الشاغر وهذا ما جعل من هب ودب يتقدم للترشيح كي يكون مشرعا في البرلمان ..لقد سالت احد الحلاقين عما إذا كان سينجح في حال إذا أسندت إليه إحدى الوزارات السيادية فأجاب من دون تردد بأنه سينجح نجاحا منقطع النظير لأنه سوف لن يحتاج إلا إلى قلمين احدهما اخضر والآخر احمر ثم يقوم بالتوقيع مرة بهذا ومرة بهذا....

إن الكثير من المرشحين الأكفاء والنزهاء  بدؤوا يشعرون بالحرج الشديد والخجل في ظل هذا الزحام المليء (بالطواشة )  بكل أمراضهم وعقدهم وانحرافاتهم حتى تمنى بعضهم لو انه لم يتورط بالترشيح محتفظا بماء وجهه ومكتفيا بما هو فيه ...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=44635
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14