• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : الانتخابات البرلمانية .
                    • الموضوع : آلةُ الرئاسة .
                          • الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي .

آلةُ الرئاسة

في انتخابات مجالس المحافظات عام 2009 جلس عضو من أعضاء المجلس  مع زميل له ، لقد كان الزميل غاضباً جداً يتمتم بكلمات عرف معناها لاحقاً إنه يريد أن تنتهي خدمة احد الموظفين المنسبين على المجلس ، وحين سأله عن السبب  قال : هل ترضى بربك أن يرشح فلان الموظف عندنا الى الانتخابات  ، وهو يعمل معنا ؟ أليس هذا نكران للنعمة ، أليس هذا ضحك علينا ؟ هذا وأمثاله هو من ينشر الشائعات والأكاذيب عن أعضاء المجلس للناس ، هذا وأمثاله هم من ينشروا كل أسرارنا وخلافاتنا  في عموم المحافظة هؤلاء هم من شوهوا سمعتنا واليوم يريدون الترشح  !! ولم يدرِ العضو حينها أيضحك أم يبكي وراح يتأمل في وجه زميله  مبتسماً فقال : إنهم مواطنون مثلنا ولهم ما لنا وعليهم ما علينا ، وكما كفل القانون لي ولك حق الترشح فقد كفل لهم ذلك ، ومهلاً مهلاً  ياصديقي  فلم تلدك امك عضو مجلس ولم تلده موظفاً عندك ، ثم الله الله فيما نحن سائرون اليه ، هم أخوة لنا فلا تجعل من التنافس تنازعاً  ومن التدافع على مواقع الدولة   حسدا وتباغضاً ،وحسدت عضو الزميل  ذاك  على خُلقِه  عندما عرفت في نفس تلك الفترة ان  قائم مقاماً  قد أعفي من منصبه لأنه رشح للانتخابات دون تنسيق مع أولياء النعم ومانحي المناصب ، وأن وزيراً في حكومة السيد الجعفري قد طورد بملفات فساد لا لسبب جدي سوى انه رشح في قائمة غير مرغوبة لدى البعض ، تذكرت ذلك ( ومن حاجة المحزون أن يتذكرا)  كما قال ابن النابغة الجعدي فقد تداعت تلك الأحداث أمام ناظري عندما أخبرني أحدهم أن زوجة مدير مرور أحد المحافظات الناجحين قد رشحت على مجلس النواب هذا العام في أحدى القوائم وما إن وصل الخبر الى مسامع القيادة العليا في وزارة الداخلية حتى أمرت فوراً بنقل السيد المدير الى بغداد لدواعٍ ( روتينية ) كـ (المصلحة العامة ) أو (التدوير الوظيفي ) وجن جنون الرجل فهو يستحق المكافأة لا العقوبة على ما قدمه من إنجاز ولم يدر بخلده أن منصبه منةٌ من أحد أو تصرفه يوجب غضب ولي النعمة وصاحب الجاه ، ووصلت الرسالة سريعة وحازمة ( أسلم تسلم ، إسحبها من الترشح تعد الى مكانك )  وإلا فالنقل مصيرك ، وتشاور الرجل وزوجته مع بعض العقلاء وخافت الزوجة سوء العواقب فربما تم نقل زوجها الى الموصل وإذا قتل -لا سمح الله - فالمصيبة مصيبتان فقدها لزوجها ومطالبة عشيرة زوجها بدية مضاعفة اذ ستكون هي السبب في قتله لترشحها !!  ( وشيخلصج ياطلابة) هكذا أخافها أحد المشيرين العقلاء وقررت الانسحاب ، ما هكذا تورد ياسعد الإبل ، فلقد قيل ( آلة الرئاسة سعة الصدر ، ومن جاد ساد ، ومن بذل معروفه استحق الرئاسة ) ومن لا يتسع صدره لموظف كفوء ان يرشح زوجته في انتخابات ديمقراطية وهو حق كفله الدستور فكيف سيتسع صدره لـِ لائم يلومه أو ناصح ينصحه ؟؟!! لست أدري أحقيق ما نسمع أم إنه خرافة وكذب ، ولست أدري أبمثل هذا تنشأ الدول القوية ام الدول المستبدة  ؟  ولست أدري هل نحن طيبون (ساذجون) لا نجيد السياسة الحازمة الحاسمة أم إننا أحرار أباة نستنكر الإعوجاج  ؟؟ لازال في القوس منزع ولازال للاصلاح مكان علّنا نسمع ما يُطمئن في المستقبل . 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=44630
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 04 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13