• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قصص قصيرة 5 .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

قصص قصيرة 5

صلابة رأس

( شرهان كله ) اسم تخشاه الناس , وتتفادى شخصه , عرف بالجرأة والاقدام , بالفتّوى والشقاوة , لعل ابرز ما يخاف فيه ويحذر منه ضربات رأسه ( كله ) , التي يوجهها الى خصومه , فيفقدهم الوعي , وربما حطم جماجمهم , فرأسه كبير وجمجمته صلبة . 

ذات مرة , كان يقف في وسط السوق , فلاحظ بدويا يجر حماره , اجتازه ولم يلق التحية عليه , فأستوقفه , زجره ونهره , واحتج البدوي بأنه لا يعرفه , واعتذر اعتذارا مرا عندما لاحظ اصرار شرهان كله واندفاعه , لكن الاعتذار لم ينفع , فوجه اليه ضربة رأس قوية , اردته صريعا , ثم نظر الى الحمار , وتفحص جمجمته , لم يسبق له ان كلكل رأس حمار من قبل , فقرر ان يفعلها هذه المرة .

تجمهر الناس حول المكان , فهموا وادركوا ما يدور في خلده , صفقوا له , وشجعوه , التفت نحوهم , وابتسم لهم ابتسامة رضا , وابتسموا له ابتسامة وداع  . 

 

 

**************************

بخلا ام قناعة !

طالما كنت اتجول في الاسواق , فتعتريني الرغبة بالشراء , شراء كل الاشياء , ما احتجت اليه او ما لم اكن له بمحتاج , المهم كان عندي ان اشتري , وامتلك , لكن ... الجيوب كانت فارغة , فأخرج منها بخفي حنين , او حتى بدونهما ! . 

تغيرت الاحوال وتبدلت , وامتلأت تلك الجيوب , فعاودت الكرة , دخلت ذلك السوق الذي طالما كنت اخشاه , لكثرة ما فيه من الاشياء الجميلة , وغلاء اثمانها , لكني لاحظت غياب رغبتي الجامحة , وعزوف نفسي عن تلك الهواية المقيتة , فخرجت منه ايضا , بدون خفي حنين , ولم اشتر شيئا .

                            ************************ 

سمكة 

حدق طويلا في حوض السمك , يراقبها وهي تجوب الحوض ذهابا وايابا , فهاج في خلده ان يطرح سؤالا على والده الذي يجلس بالقرب منه :

- بابا ... الا تمل السمكة من الذهاب والاياب في نفس الاتجاه ؟ ! . 

- كلا ... يا بني .

- لماذا ؟ . 

- لان ذاكرتها قصيرة ... ربما عدة ثوان وتنسى كل شيء . 

- هكذا اذا ... تسلك الطريق ثم تنساه وتعود لتسلكه مرة اخرى ! .

- نعم . 

أستغرق الولد في تأمل عميق , فأندهش الوالد وقرر ان يسأله : 

- اين ذهبت بفكرك وخيالك ... يا بني ؟ ! . 

فأجاب الولد :

- ماذا يحدث لو كان للإنسان ذاكرة كذاكرة السمكة ؟ ! . 

                                 ************************ 

 

مأتم

جلست في ذاك المأتم الكبير , تفحصت الوجوه , لاحظت ان كل اقرباء الفقيد قد كانوا هناك , حزنت لحزنهم , كما حزنت للفقيد ذاته , نهضت مودعا مصافحا لهم واحدا واحدا , قائلا ( جعلها الباري جل وعلا خاتمة الاحزان ) , فلم يمض وقت طويل , حتى اقتحمتهم سيارة ملغمة , لتنفجر في وسطهم ... ما اعجل ما تحققت به دعوتي ! . 

                             ************************** 

كاسرة القلوب

تظن نفسها ذكية , تترك خلفها الكثير من القلوب المحطمة , وترى نفسها جذابة , وفعلا كانت كذلك , ذات ليلة , جذبت عدة كلاب سائبة , هجمن عليها في زاوية مظلمة , أطلقت صرخات الالم وطلب الاستغاثة , فطرقت اسماع عشاقها القدامى , رغم كثرتهم , لكنهم لم يهبوا بل لم يبادروا لإنقاذها , بل حتى لم يكلفوا انفسهم بمعرفة ما دهاها , واكتفى كل منهم بالقول : 

- هذا الذي هجرتيني من اجله ! .   

                        **************************** 

التوقيع 

لاحظ ابن المدير ان عدد الخراف يزداد يوميا في حديقة البيت , خروف واحد يوميا على الاقل , يأت به احدهم , ويقول ( هذا من فلان ... ابلغ سلامي لابيك ) .

ذات يوم , بينما كان يلعب على رصيف الشارع , مرّ ثلاثة رجال مسهبين في الحديث , ازعجهم الثغاء , سألوه مندهشين ( ما هذا ؟ ! ) , فأجابهم : 

- ان عدد الخراف يزداد يوميا . 

فقال له احدهم : 

- نعم ... نعم ... بالتأكيد ...لا غرابة في ذلك ابدا ... لأن توقيع ابيك صعب ... وغال جدا ! . 

                       ****************************** 

الجدار 

طلبت منه زوجته ان يبني جدارا يفصل بيته عن بيت اهله , وكذلك ألحت امه ان يبني هذا الجدار , لم ترغب احداهن برؤية الاخرى , حاول الاصلاح بينهن فلم يجد ذلك نفعا , جلب ادوات البناء بعد ان استنفد كل حيل الإصلاح , فشرع بحفر الاساس , بينما كان مسترسلا بالحفر , باغتته افعى ولدغته . 

                       *************************




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=44453
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 03 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13