طارق المعموري الرجل الذي لم يلبس الخاكي في يوم ما، كان "فرار" بإمتياز، كان يرفض قناعة أن يتحول من كلية القانون الى "عرق التدريب يقلل من دماء المعركة!"، ربما لانه لم يتصور انه سيفارق وجوه الطالبات نسرين ورواء وهبة وعفّاوي الى وجه نايب عريف رفش...وفوكّاهه كلهه...ابرك...انهض ...ازحف...قشمر...وكان دائما مايواجهه سؤال قاتل في العزيزية حيث يسكن:
-ليش افرار ابو زياد؟
يجيبه طارق بضحكة:
-ادري اني فريت من غزوة تبوك؟!.
الجندي الهارب من الخدمة العسكرية...أو قل الطالب الذي لم يلتحق ابدا الى الخدمة العسكرية ...يدخل الى جميع مراكز الشرطة وهو يحمل الحقيبة الدبلوماسية بصفته"المحامي طارق المعموري"، كان الهارب الوحيد الذي يتجول في العزيزية وهو واثق ان لااحد من الرفاق الحزبيين يستطيع ان يقبض عليه، كان مكلّفا بمعيشة عدة عوائل برقبته، هل تريدون منه ان يترك العوائل وحدها ويذهب ليتدرب على" ييييس يم"!، اخبره احدهم ان فدائيي صدام بقيادة المعلم عايد الدلبوحي الذي كان يحمل رتبة نقيب في الفدائيين سابقا سوف ينزل على بيتكم ليلا ليقبض عليك، ذهب عصرا وشاهد النقيب المعلم الدلبوحي وقال له: اني ابن العزيزية...واذا انته رجّال اليوم تعال طب لبيتي بالليل...
تفاجأ الدلبوحي عايد، ذهب الى خاله امين سر الشعبة المرحوم"ابو اياد(خالد سعود محمد العايز) وقدّم شكوى ضده، اتصل به ابو اياد وطلب منه المجيء،يقول حين دخلت وجدت الرفيق عايد الدلبوحي جالسا،وحين بدا الكلام قام ابو اياد من مكانه وتوجه على ابن اخته عابد الدلبوحي وبصق بوجهه وقال له:
-بعد ممنوع اي واحد من الفدائيين ينزل بالليل على اي بيت بالعزيزية .
ابو زياد فهمني الي يصير بالعراق...صاير بالهند؟ بزيمبابوي؟ غير نفتهم...زين اكو بزيمبابوي كتلة متحدون؟ نعم هناك متحدون للاصلاح ومتحدون للنكاح ومتحدون من اجل زيمبابوي...زين فهمني..انته شيعي شجابك ترشّح بقائمة سنية...طبعا شخصيا احب التغيير حتى لو في الوان جواريبي لكن الانتخابات لاتشبه الجواريب ولاتشبه الملابس الداخلية "على الواهس!"...تره هاي الانتخابات تسقيطها فردي برغم وجود الاف المرشحين...الماعنده شغل يلعب بصندوقه!...
حجي خريبط يقول: المشكلة ليست في السياسيين او الكتل السياسية، المشكلة فينا نحن العراقيين ، لااحد يريد ان يتنازل عن طائفيته الانتخابية ولن يحقق شيئا...زوجة خريبط تقول: نحن يائسون لتحقيق نصر والمعتقدات السياسية يجب ان لاتعمي بصائرنا، ابن خريبط يصرخ بصوت عالي وهو يجلس في المرافق الصحية:
-ماكان جيدا للاخرين لم يكن جيدا لي[يقصد الابريج البرتقالي الذي بسبب عدم وجوده على الطائرة اللبنانية ارجعها مهدي من بغداد الى بيروت]...
حجي عبود من مكانه الاثير فوق الجودلية الملحة يقول:
-تكلمت كثيرا ...لكن المرشحون يعطون وعودا لن ينفذون اغلبها[يعني بس لغوة انتخابية!]، بينما المشهد العام يفهم العميان أن الترشيح ليس ان يملأ شخص ما مقعدا ما...الكراسي في المقاهي فارغة ويحق ل كان تحتلها بسعر استكان شاي!! لكن السؤال الكبير ونحن نسير الى الانتخابات:
-من يؤمن لنا السلام مع انفسنا ومع الاخرين؟
-يتبع- |