حالة من المتسع الكبير لدور الحريات العامة في البلد فلم يحصل ان قام الشعب العراقي سابقا بما يقوم به اليوم عندما يتظاهر ويجوب شوارع المدن والمحافظات وبالذات العاصمة بغداد التي تمثل الواجهة السياسية والمهمة للبلد حيث شاهدنا حالة من الحريات المنفتحة تجوب الشوارع شابها الكثير من الاخطاء والتجاوزات فلا يمكن ان تكون الحريات الممنوحة للتظاهر بهذا الانفلات وحالة عدم الاستتباب الامني للبلد .
بعد ان صرح السيد المالكي بتصريحاته الاخيرة عن السيد مقتدى الصدر لاحظنا خروج تلك المظاهرات التي تقف بالضد من تلك التصريحات وعبروا فيها ولائيا وليس مبدئيا كما يبدو حيث استخدموا حالة من الافراط في التنكيل بواجهة العراق كرئيس اعلى سلطة تنفيذية في البلد ومع ذلك تعاملت الدولة بكل شفافية مع من تظاهروا مع اني ارى هناك من القبح في بعض التصرفات التي حدثت في الشارع خلال التظاهرات ما يدل على جهل البعض في التعبير الصحيح عن اراءهم وربما هؤلاء سمعوا بأن الحرية تسمح لهم بذلك ولكن لا اعتقد انهم فهموا اسلوب الحرية بشكل صحيح وما عبّروا عنه بالدكتاتور "من صدام الى المالكي" ، فهؤلاء يجهلون معنى كلمة الدكتاتور فلو كان صدام حاضرا بينهم وامام تظاهراتهم هذه لما كان احدا منهم نطق بحرف واحد بل يبلع لسانه ويلوذ مختفيا عن الانظار لأن ذلك المجرم فعلا مارس الدكتاتورية بكل انواعها بل فاق كل الانظمة الدكتاتورية فكيف يمكن ان نقارن بين صدام والمالكي الذي جاء الى الحكم عبر انتخاب الجماهير العراقية ووصل الى الحكم عبر الصناديق الفعلية للانتخاب وليس بالبيعة التي كان يستخدمها نظام البعث ، فمن الظلم ان يتم التوصيف بهذا الشكل .
ان امر التظاهرات لم يتوقف عند هذا الحد بل اصبح المتظاهرون يمارسون عمليات التخريب وترهيب الناس بالهجوم على مكاتب حزب المالكي وربما ممتلكات اخرى تعود للمواطنين حيث اشارت الانباء الى ان عدد من المسلحين والمليشيات تهاجم مكاتب حزب الدعوة وهذا يعد خروجا على الحريات العامة الممنوحة للمواطنين وان في هذه المكاتب مواطنين لا علاقة هم بتلك الصراعات السياسية ويجب على الدولة محاسبة هؤلاء والضرب بيد من حديد على اولئك الخارجين على القانون وفرض الامن ونكون مثل باقي الدول الغربية عندما يتعرض أمن المواطن الى خطر فلا تسألني عن حقوق الانسان كما قالها كاميرون رئيس وزراء بريطانيا ، لذلك لا يمكن ترك هؤلاء الجهلة يعبثون بأمن وحياة المواطنين ولا اعتقد ان الصدر يقبل بذلك لأن الشعب ليس حطبا للصراع الانتخابي.
|