حكمت عليه سنة الحياة ووسط ظروف قاسية غريبة متناسية أبداعه الطويل وعطاه المستمر بالحبس في منفاه محاولة أن تميته قبل موته وقف المنطق والضمير بوجه تلك المحكمة الظالمة مدافعين عن شيخ صحفيي العراق:... لا يمكن لناظم السعود أن ينفى لا يمكن أن نبعد الإعلاميين والأدباء والمثقفين عن أستاذ كبير مثله ومن سيكون شيخا للصحفيين في غيابه لكن دون جدوى حكمة المحكمة ونفذ الحكم وها هو ناظم السعود يجلس وحيداً...
زرته في منفاه وكنت قد رسمت صورة للقاء أدخل على بقايا أنسان حانق على الجميع، يصارع مرضه بانتظار رحمة الموت التي هي الحياة لمبدعينا فلا يكرمون إلا بعد موتهم هذا ان حدث...
لكني ذهلت من ابتسامته التي بددت الظلام صحيح أن قدميه لا تقوى على حمله ولكن لها العذر في ذلك فهو كالطود... قام جالساً ووقفت أنظر الى الأعلى لعلي أرى عينيه هكذا الموقف أو كما شعرت حينها سالت دموعي لا أعلم أن كانت بفرحة اللقاء أم هي رثاء، حاولت أن أستمع اليه فحسب ...
هو يقرأ ويكتب دون كلل أو ملل يساعده بعض الأقارب بذلك قال: حاول أن تخدم مجتمعك بكتاب او كلمة أو معلومة مفيدة فهي ما سيبقى ورائك أقراء فهي من تغنيك
وفعلاً قررت أن أعمل بنصيحته ومنذ الوهلة الأولى، فقرات كتاباً كنت أنظر اليه بإمعان رغم قربه مني الا أنني لم أقراه من قبل فتجاعيد صفحاته حدثتني عن ما عاشه من ظروف وعن ما يعانيه في وحدته وغربته لكني قراءة في صفحتين سوداوين ما لم أقراه من قبل كان فيها الكثير من الكلام لا بل المواقف والحالات والانفعالات المختلفة فرحة بزائره رغم أنه لا شيء وحزن من جفاء الكثير ونسيانهم المعيب وأمل وعزيمة وإصرار وسأخفي ما تبقى من حوار ... |