• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قف للراحلين .
                          • الكاتب : غني العمار .

قف للراحلين

في القصيدة تنويع عروضي لبحور شعرية عدَّه
ـــــــــــــــــــــــــــــ
عتاداً 
تقطَّعَ شوقكَ فينا 
قمنا ..مشينا 
ومن دون عُكازٍ مضينا
عوسج الدرب على أثوابنا وردٌ
 أرقناهُ على دربِ الحسين
 رحلَ الضوءُ فناراً في سفين المقلتين
       
هنا تركوا ثيابَهمُ
في الطين وقيدَ السجون 
في غرغرةِ الطفل 
قمْ أليهم وأحضنِ الدمعَ الذي نضحا
حيِّ فيهم لون لوحٍ بعدهم جُرِحا
والأحمر بين شعابه سُفِحا
ماللقصيدةِ ماؤها نضحا ؟
البحر ملحٌ..البئر كذبٌ 
وقميصي ذئبهُ ذُبِحا
أخوتي أكلوا لحمه 
فصاروا ذئاباً
بريخت مات  والسياب ..  بيكاسو
والقرآنَ يتلوه فتىً 
عيناه بين زجاجتين
غيمتان تمطران الهمَّ والحَمام
لاكهفَ لا يَمام 
نعدُّ على الأصابعِ
هذا هنا 
هذا هناك
والغمد بلا حُسام
واليدان وردتان  دونما أكمام
ناموا ولا تستوحشوا 
        *
فغربة الأوطان منفى
ناموا ولا تستيقظوا 
فأسرَّةُ التربان أوفى
والترب مؤتَمنٌ لما أخفى
أعلَّمُ أن احلامَكم أصغرُ من فُسحة  قبرٍ 
وأيامَكم أسرعُ من غيمةٍ   خُلَّبْ  بيضاء
أعدُّ على الكف اسماءكم 
فتضيَ السماء 
والسواد الحزين بقلبي قد قطََّ  أصبعه
يا لقلبي الحزينِ مَن قطعَّه  ؟
وفواجعنا كثرُ 
ثانية 
ثالثة 
رابعه
مَن يدرأُ الفاجعه ؟!
وحولكَ غولٌ
 وظهركَ غولٌ 
فدع كلَّ أحلامنا هاجعه
دع صلاتي بمحرابها خاشعه
والثعالبُ في الحقلِ ترعى
والشعر  فنٌ و طفلٌ 
 قصائدنا باعوا جناجله
في خردةِ الجُمُعه 
 
فمَن يُرضِعه  ؟
مَن يقرأُ عنه 
على قبرهم سورةَ الواقعه
        *
الهوامش نحن 
ولكم كل هذي المتون 
لكم بسمات الهوى 
ولنا دمَعات العيون 
لكم كل هذي الحياة
لنا فلوات المنون
ياوطني 
آه ياوطني كم مزَّقتكَ مُدىً  ؟
وسهمك لازال بكفٍ خؤون
يرمي لنا الفِتنا
تسرق ..تقتل  
لافرقَ
 تبلى تجوع وتعرى 
وهم شابعو البطون
المهم  همو يبنون لنا وطنا
ما الشعر ..ما الفن  ياوطني 
ويحرسكَ النائمون 
ويسرقك الحارسون ؟!
ويذب عن سوركَ الحالمون
       *
قم للمعلم
صلِّي له ركعتين ( عليه )
وضوءكَ وهجُ الطباشير
ولوحك برقٌ
نخرُّ لهُ خاشعين
 ومن كوَّة الليل يصلي بنا الياسمين
               
ثلاثون تمضي ....   وخمسون
وقد باعدتنا الحروب 
والدروب 
ذات الدروب
غير أنّا افترقنا
رعاةً بحملانهم  جياعاً نؤوبْ
حفاةً  نلُّمُ الذنوبْ
وقد جمعتنا الفواجع في صمتها 
قبَّرةً 
جناحكَ فيها جناحي
أنادي على مَن ؟
وصوتي بُحَّ وغيضَ نُواحي 
وغيمٌ من الحزنِ يلوحُ  بوجهِ صباحي



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=43532
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 03 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15